وبعد: فقد وصلنا كتابك مخبرا بما أقلقكم مما أشاعه المرجفون لا بلغهم الله مناهم، وما حصل لكم من العنت لأجل بطء الخبر الحق عن كنه الحال حتى حملكم ذلك على توجيه وصفانكم وأصحابكم لمشافهتنا وعلم حقيقة ما لدينا، فلا شك عندنا في اعتنائك وتشوفك لخبرنا وكيف لا، ونحن نفس واحدة، وهل عندنا أعز منك أو عندك أعز منا! ولأى شيء تتشوف إن لم تتشوف لخبرنا، أدام الله عافيتنا وعافيتك، وشد أزرنا بك، وبارك فيك وفي ذريتك، وقد شافهنا الوصفان والأصحاب ورأوا وسمعوا لما قدمنا لك أولا وثانيا، والحمد لله الذي بنعمته وفضله تتم الصالحات، وعلى الأخوة والمحبة والسلام في مهل رجب الفرد الحرام عام ١٢٩٣.
موسى بن أَحْمد لطف الله به".
العاشر:
"أخانا الأعز الأود، الفقيه النبيه الأمجد سيدى عبد الله بن أَحْمد، حفظك الله وسلام عليك ورحمة عن خير مولانا نصره الله.
وبعد: فإن أهل الذمة بفاس ذكروا أن الذين يحفرون أساس السور الذي بإزاء قبورهم جعلوا يحفرون التُّراب الذي بالقبور مختلطا بعظام موتاهم ويبنون به وتضرروا بذلك وتشكوا منه، فأنهينا لمولانا المنصور بالله شكواهم فقال أيده الله: أما القبور الخارجة عن الأساس فلا تمس أصلا، وما وجد منها بالأساس ينقل لداخل مقبرتهم ويدفن ولا يرمى به، ويعين اليهود من يحضر منهم لذلك والوقوف عليه، وإن احتيج إلى التُّراب للبناء يؤتى به من الفضاء ولا بد عن أمر سيدنا أيده الله، وعلى المحبة والأخوة والسلام ٨ رجب عام ١٢٩٣.