للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قراءته أعلنوا بنصره، ولم يتوقف أحد ممن حضر القراءة ولا من غيرهم في بيعته بشرط تعجيل حضوره كذا قال الزيانى ومن تبعه.

والذى في الدرد المنتخب المستحسن نقلاً عن العلامة المؤرخ ابن إبراهيم الدكالى: أنَّه في خامس شعبان المذكور قدم من مكناس لفاس جماعة من العبيد والوزراء والكتاب للمشورة والمفاوضة فيمن يتولى أمر المسلمين، من إخوان السلطان المتوفى، فاتفق رأيهم على المترجم لكن أهل مكناس أعلنوا بنصره حالاً، وتأخرت بيعة أهل فاس إلى يوم الخميس تاسع الشهر، وزاد في الدر المنتخب نقلاً عن بعض الأعلام أن المترجم لما بلغه اجتماع الكلمة عليه امتنع من الإجابة لذلك، ولم يزل متمادياً على امتناعه إلى أن دخل عام اثنين وأربعين فاستخار الله ونهض من تافيلالت أواخر محرم الحرام ووصل لفاس في خامس صفر.

ثم حكى أقوالاً أخر في تعيين وقت قدومه فاسا، منها: أنَّه يوم الأربعاء سابع رمضان عام واحد وأربعين ورجح هذا القول واختاره.

ومنها: أن قدومه كان في مهل رمضان.

ومنها: أنَّه في سابع عشرى شعبان وكان نزوله عند وصوله إلى فاس بالمحل المعروف إلى اليوم بظهر المهراس بظاهر فاس.

وبمجرد تخييمه به هرع الأشراف والعلماء والأعيان لاستقبال جنابه وتقديم مراسم التهانى لجلالته، فقابلهم بكلِّ تجلة وإكبار، وكرم وفادتهم وأوعدهم بالدخول من غده لزيارة التصريح الإدريسى فرجعوا مبتهجين، وبالثناء على شمائله لهجين، وما كان الغد حتَّى أخذوا زينتهم وحملوا ألويتهم وأسلحتهم وخرجوا لمخيمه طبق الوعد الذي كان بينهم وبينه، وبمجرد وصولهم ركب المترجم فرسه

<<  <  ج: ص:  >  >>