للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى الحادى والعشرين منه ذهب عبد الرَّزاق بمال التجار الذي قبض ودفعه للسلطان، وكان معه التجار الذين دفعوه، فأمرهم بالزيادة عليه، وسجن بعضهم وقد كان عبد اللطيف الروسى من جملتهم، وقد كان عبد اللطيف هذا أمر بقتل السيد الحسن بن السيد عبد العزيز بن إبراهيم الموقت بمنار القرويين بإشارة من القاضي السيد على بو عنان، وقتل بعد صلاة العصر من يوم السبت خامس المحرم عام ١١٤٥.

ولما تلاقى عبد اللطيف المذكور مع السلطان وتكلم معه في شأن المال الذي دفع أهل فاس غضب عليه السلطان من أجل الرماة، وأمر بضربه بالسياط، فضرب ثم ثمانمائة، ثم طعنه برمح وأمر بذبحه وجره لباب الملاح جزاء وفاقاً بما فعل بالسيد الحسن المذكور.

ثم تولى حكومة فاس الطالب محمد بن على ويشى أخو عبد الرَّزاق المذكور، وكان حسن الأخلاق يوقر الأشراف والعلماء وأبناء الصالحين، فكان جعل للطلبة خراجاً يقبضونه من وفر القرويين، إلَّا أنَّه كان فظاً غليظاً على التجار لا يقبل منهم عذراً، وقبض منهم زمن ولايته أموالاً عريضة، وانتفى بسببه من فاس من أهل الغرامات ما لا يحصى، وبقى حاكماً بفاس من حين قتل عبد اللطيف الروسى إلى وقت نجاة المولى عبد الله بنفسه كما يأتى هـ.

وفى ١١٤٤ لما كان المترجم وجه للمولى الطَّيِّب الوزانى في شأن الباشا عبد النَّبي الحيانى، وقدور السهلى، وقد كانا مستجيرين بوزان وتراخى المولى الطَّيِّب في توجيههما إليه، بعث له قائلاً: والله إن لم تأت بهما حتَّى أهدم عليك تلك الدشرة، وأجرك في أزقتها، فذهب إليهما فامتنعا من الخروج فأعطاهم عهوداً ومواثيق بأنه لا يتخلف عنهم ولا يسلمهم، فخرجا معه وخرج معهم جمع من الأشراف والصبيان أولادهم بالألواح.

<<  <  ج: ص:  >  >>