للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانظر هذا التاريخ مع ما سبق أنَّه بقى بوادى نول ثلاثة أعوام، وكذلك يخالفه ما في الاستقصاء من أنَّه لما كان شهر ذى الحجة من سنة تسع وأربعين ومائة وألف ورد الخبر بأن السلطان المولى عبد الله قد أقبل من وادى نول، ووصل إلى تادلا، فاهتز العبيد له وتحدثت فرقة منهم برده إلى الملك، وخالفهم سالم الدكالى في جماعة من شيعته، وقالوا: لا نخلع طاعة مولاى على، إذ كان سالم هذا وأصحابه هم الذين تسببوا في خلع المولى عبد الله، وتولية أخيه مولاى على.

ثم إن شيعة المولى عبد الله قويت وكثروا أصحاب سالم وأعلنوا ببيعته، ففر سالم فيمن معه من القواد إلى زاوية زرهون مستجيرا بها.

ولما سمع بذلك السلطان المولى على فَرَّ من مكناسة إلى آخر ما يذكر في ترجمته، ولما فر اجتمعت كلمة العبيد على ذلك أهل فاس وسائر القبائل، ثم إن سالماً الدكالى الذي بزرهون كتب إلى أهل فاس يقول لهم: إن الديوان قد اتفق على خلع المولى عبد الله، وبيعة سيدى محمد بن إسماعيل المعروف بابن عريبة، والمشورة لعلمائكم، فأجابوه بأن قالوا: نحن تبع لكم، فلما سمع أهل الديوان بما فعله سالم الدكالى وما تقوله عليهم خرجوا من المحلة إلى زرهون، وقبضوا على سالم الدكالى ومن معه من القواد وبعثوا بهم إلى السلطان المولى عبد الله بتادلا، فاستفتى فيهم القاضي أبا عنان، وكان يومئذٍ معه فأفتاه بقتلهم هـ، ونحوه في الدر المنتخب، والترجمان المعرب، وغيره من كتب الزيانى.

لكنهم صرحوا بأن القبض على الدكالى وأنصاره كان بإيعاز من المترجم، وأنه لما ألقى القبض عليهم قيدوا بالحديد ووجه بهم لصاحب الترجمة وهو يومئذٍ بتادلا، وهنالك وقع استفتاء من ذكر فيهم وقتلهم، واستؤنفت البيعة للمترجم،

<<  <  ج: ص:  >  >>