للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحق وجانب الصواب أو أغضى عن تحقيق الحقائق وإعلان الواقع، وإن كان يهم أقرب الناس إليه وأكثرهم اتصالا به، والتصاقا بسببه.

وما أشد ما يذكرنى هذا بصنيع ذلك الفريق الجاهل المتورط الذى ظن أن التاريخ وقائع تسرد لإرضاء زيد أو عمرو، وحكايات تنقل لمجرد سواد عيون (بصرى) معجب أو كوفى فخور كلا، فالتاريخ الحكم العدل على الأشياء والأعمال، ومصادر الرجل إن خيرا كانت لهم صحفا بيضاء تبيض وجوههم ووجوه عثرتهم يجب أن يقتفى أثرهم فيها، وإلا فخزيا وسبة تكون لهم ولمن بعدهم ممن قلدهم فيها مثلا في سوء الصنيع وشر الأحدوثة إلى الأبد.

ولقد كان جزاء عدلا أن يلقى المتعنت على التاريخ خسة، وينال حطة، ويصادف ضعة، وإلا فالحقيقة لا تحارب، وقول الواقع لا ينجى من وخزه إلا التنكب عن طريق الضلال، والإنابة إلى المثوبة وحسن الحال.

هذا وقد كانت مدة مقام المترجم بدار دبيبغ عشرة أعوام، وقيل سبعة، وقيل أربعة، قالوا: وقد قتل مدة سلطنته صبرا ما يزيد على سبعين ألف نسمة، قتل منها في يوم واحد خمسمائة وخمسين، قالوا: وقد كان يعطى عطاء من لا يخشى الفقر من النقود الذهبية والفضية والكراع والضياع والأثاث والثياب الفاخرة وغير ذلك مما أشرنا لبعضه.

مشيخته: منهم أبو محمد عبد الله المنجرة، عن والده أبى العلاء إدريس بأسانيده المتصلة في فهرسته.

الآخذون عنه: منهم ولده أبو عبد الله محمد المتبوئ عرش الملك من بعده، أخذ عنه دلائل الخيرات.

<<  <  ج: ص:  >  >>