للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفى أيامه حدث الاتجار في بيع العلق لأروبا، يصطاده الناس من المروج ويحتفظون على إبقائه حيا، ثم يوسق للخارج بالأثمان ذات البال.

وفيها جرى العمل بالاتجار أيضًا في بيع قشور الدباغ ووسقها للديار الأروبية، كذا قال بعض حذاق كتابه في مؤلف له تعرض فيه لبعض أخلاق المترجم وعوائده وبعض ما كان في أيامه من الأحداث والوقائع.

وفى عام ١٢٤٠ أربعين وصل ضعفاء أهل فاس وما أضيف إليها بمال جزيل أيضًا، وأسند توزيعه عليهم للفقيهين أبي عبد الله محمد بن الطاهر وأبى زيد عبد الرحمن بن مخلوف، فلم يحرموا أحدا ممن يستحق، وتوليا دفع ذلك لأربابه بأنفسهما يدا بيد.

وفيه أصدر ظهيرا بإبقاء الأشراف الكتانيين على ما عهد لهم به.

ونصه بعد الحمدلة والصلاة والطابع:

"يعلم من كتابنا هذا أعلى الله قدره، وأنفذ في البسيطة أمره، وجعل في الصالحات طيه ونشره، أننا أبقينا السادات الأشراف الكتانيين على ما عهد لهم من توليتهم ضريح الولى الشهير، الغوث الكبير، سيدى دراس بن إسماعيل دفين خارج باب الفتوح واستبدادهم بجميع ما يهدى للضريح المذكور من غير منازع لهم في ذلك ولا معارض، ولا مزاحم ولا مداحض، فعلى الواقف عليه من خدامنا وولاة أمرنا العمل بما فيه، ولا يحيد عن كريم مذهبه والسلام في ١٧ ربيع الأول عام ١٢٤٠".

وفى شوال من العام تحرك لحسم مادة الزيغ والعناد من متمردة الأعراب ذوى منيع، وأولاد نصير، ودخيسة، فمزق جموعهم الشيطانية كل ممزق، وألقى القبض على رءوس الفتنة منهم وقيدهم بالأغلال والسلاسل وأودعهم بطون السجون،

<<  <  ج: ص:  >  >>