للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانوا نحو المائة، وألزمهم بإعطاء العسكر، ووظف عليهم غرامة مالية فلم يسعهم غير السمع والطاعة وتنجيز الجميع، وأراح الله البلاد والعباد من عيثهم.

وفى عام ١٢٤١ واحد وأربعين أنف بنو زروال من ولاية ابن يشو عليهم لظلمه وتعديه، وفروا وتحصنوا بالجبال، فحشد العامل المذكور جنودا مجندة واقتفى أثرهم، فلم ينل منهم شيئًا، فتوجه إليهم المترجم لإرضاخهم للطاعة خوفا من انتشار الفساد واقتداء العامة بهم في خلع ربقة الطاعة من أعناقهم من غير أن يرفعوا أمرهم للسلطان، فيتسع الخرق، ولما نزل بساحتهم وعلموا أن لات حين مناص أتوا خاضعين طائعين، فقوبلوا بالعفو، وولى عليهم الودينى وكان ظلوما غشوما.

وفى عام ١٢٤٢ اثنين وأربعين ومائتين وألف توجه المترجم للصويرة ونواحيها من حاحة وغيرهم، فطاف على تلك القبائل وأصلح خللها، وأقام الحدود ورتب الأمور، ثم رجع لمراكش، ثم نهض لزمور الشلح ونزل بساحتم وحكم بالسيف فيهم حتَّى كسر شوكة تمردهم ووجه أسراهم في الأغلال والقيود للسجون.

وفى آخر عام ١٢٤٣ ثلاثة وأربعين، اتصل بالمترجم ما عليه هشتوكة والشياظمة من العيث في الطرقات وأنهم نهبوا الحجاج، وأن زرارة والشبانات خرجوا عن الجادة واتبعوا أهواء حامل راية ضلالهم الضال المدعو المهدى بن محمد ابن العباس الشرادى، فاستعمل الحركة وأخذ في تجهيز عساكره فقومها وجمع آيت يمور، فخرجوا معه من مكناسة الزيتون بحللهم، وسار إلى أن بلغ ثغر تطاوين، فتفقد أحوالها وأصلح أبراجها وركب مدافعها ورتب حاميتها، ثم توجه على طريق آزمور مولاى بوشعيب لهشتوكة والشياظمة النازلين أحواز آزمور، فأوقع بهم شر وقعة انجلت عن تعمير السجون المغربية بهم، حملوا إليها أربعة على جمل،

<<  <  ج: ص:  >  >>