للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا. . . (٣)} [المائدة: ٣] فتركنا - صلى الله عليه وسلم - على المحجة البيضاء التي لا يحيد عنها إلا شقى، ولا ينحرف عن مناهجها القويم إلا غوى، فقد رغب وبشر وحذر وأنذر ولم يأل جهدا في نصح أمته، وندب الناس للانخراط في سلك ملته، فجزاه الله عنهم أفضل ما جزى به نبيا عن قومه آمين، وآكد ما جاء به - صلى الله عليه وسلم - قواعد الإسلام الخمس المشار إليها بقوله - صلى الله عليه وسلم -: بنى الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا".

"فالتوحيد أساسها وقطبها الذى عليه مدارها فالبداية به أهم، والعناية به أتم، ومعرفته على الوجه الأكمل الذى هو إقامة الدلائل والبراهين أولى، ليخرج المكلف به من ربقة التقليد المختلف في إيمان صاحبه".

"والصلوات الخمس عمود الدين وذروة سنامه، فهى منه بمنزلة الرأس من الجسد، وقد وقع الحض عليها في كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية كقوله: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (٢٣٨)} [البقرة: ٢٣٨] وكقوله - صلى الله عليه وسلم -: أول ما يحاسب عليه العبد صلاة الفريضة، فإن صلحت له صلح سائر عمله، وإن فسدت عليه فسد سائر عمله، وكفاها فضيلة وشرفا أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما قال الله فيها، وتاركها يقتل حدًّا كما قال خليل في مختصره: ومن ترك فرضا آخر لبقاء ركعة بسجدتيها من الضرورى وقتل بالسيف حدا، ولو قال أنا أفعل وصلى عليه غير فاضل هـ، ولها وسائل من طهارة حدث أصغر وأكبر وطهارة خبث وستر عورة واستقبال قبلة، وغير ذلك مما لا بد من معرفته".

<<  <  ج: ص:  >  >>