قوله:{وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}[البقرة: ٢٧٥] وقال - صلى الله عليه وسلم -: لعن الله الربا وآكله وموكله وكاتبه وشاهده، وقال: من نبت لحمه من سحت فالنار أولى به، وقال في حديث: ولا فشا في قوم الربا إلا أخذوا بالسنة".
"ومن ذلك تسلط الأشياخ في نساء رعاياهم بالاحتيال بالقبض على من كانت عنده زوجة حسناء، حتى يتوصلوا للإفساد فيها، ومن ذلك فساد الأنكحة والتساهل فيها من خطبة الرجل على خطبة أخيه والدخول بالمطلقة قبل كمال العدة وغير ذلك من المنكرات، وأبشعها وأشنعها ما كان بلغنا عن فجرة الأشياخ والخلايف من بيع النساء، وصورة ذلك أن يرغب الرجل في زوجة حسناء تحت آخر ويتوصل إليها بإغراء الشيخ على زوجها بالقبض عليه، وتوظيف ذعيرة لا يفى بها ماله، فإن أدى ما قدر عليه تحمل عنه الراغب في زوجته بالباقى ويتسلمها منه، ويجعلها فجرة عدول الوقت في صورة خلع، وربما يدخل بها الراغب فيها قبل انقضاء عدتها".
"ومع شيوع هذه الحوادث الفظيعة، والبدع الشنيعة، فلا غرابة من حبس الأمطار، وارتفاع الأسعار واستيلاء العدو الكافر على كثير من الأقطار، فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وهذه المسغبة التي امتحن الله بها عباده، وجعلها فيهم حكمه ومراده، أعظم الآيات التي قال الله فيها: {. . . وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (٥٩)} [الإسراء: ٥٩] فليجهد الإنسان في الإقلاع عن ذنبه، والرجوع لربه، حتى لا يكون ممن قال فيهم: {. . . وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (٦٠)} [الإسراء: ٦٠].
"وقد غاضت حياض العلم وأقوت ربوعه، وضيعت من الدين أصوله وفروعه، وزهد الناس وخصوصا ذوى أمرهم في الباقية، رغبة في هذه الدنيا الفانية، مع أن مآلها إلى ذهاب، ومصيرها إلى عقاب، ولو استقام العمال