على مقتضيات الشريعة المطهرة في ذلك، والله ولى التوفيق، والهادى إلى سواء الطريق، والسلام ٩ رجب الفرد الحرام عام ١٣٠٤".
ونص آخر بعد الحمدلة والصلاة والطابع الكبير:
"وصيفنا الأرضى القائد حم بن الجيلانى، وفقك الله، وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد: فقد بلغ لعلمنا الشريف ما استحال إليه أمر الرباع من الضياع وضعف الخراج، بالاستيلاء عليها بما كانت به من الأكرية قبل ارتفاع السكة وعلو الرواج، حتى أفضى ذلك إلى تعطيل جل الوظائف الدينية، والرواتب العلمية العملية، كالإمامة والأذان، والأحزاب والوعظ والتدريس كما شهد بذلك العيان، وعذر التعطيل مقبول، وليس لرده محصول، لما هو بيّن من أن خراج ذلك الوظيف بحساب ما كان به قديما، وقبضه بما تروج به السكة الآن صار تافها ذميما، لا يسمن ولا يغنى، ولا يقوم بصاحبه الذى نعنى، كما أن الأصول والرباع، تداعى جلها للسقوط وآلت إلى الضياع.
ومن المعلوم أنه من مستفاد البعض يتلافى البعض ويتدارك الإصلاح، ويداوى عليها من عاهة الاجتياح، فالزيادة في الأكرية طبق السكة متعين، والمصير إليه من الحق الواضح البين، إذ بذاك تبقى الأحباس محفوظة منتفعا بها على الدوام، وتصير المناصب الدينية مستمرة غير معطل بها القيام، وبه يتوفر ما يقع به الإصلاح في المستقبل كما كان قبل ليصير فيما له وجه من المصالح وقبل.
وإبقاء ما كان على ما كان، سبب في تعطيل الوظائف الدينية وخراب الإسكان، وفى محض حق الله تجب المبادرة بقدر الإمكان، وعليه فليرد سائر النظار في أكرية الرباع والعقار بحسب ما يقتضيه الحال من جهة ارتفاع السكة