وحسن الاعتبار، وتمسكا بأسد الأنظار، مما ليس فيه ضرر ولا ضرار، وليعرف الزائد أنه أدى ما عليه من حق الله، واستبرأ لدينه قبل أن يأتى يوم لا مرد له من الله، وليعد ما زاده من قبيل التعاون على الدين، لينتظم في سلك الفائزين المهتدين، وليتخلص العمل بتحسين الطوية، فإنما الأعمال بالنية، وليزد ناظر الأحباس المذكور لأهل الوظائف بقدر ما زيد في أكرية الرباع، لتنضبط الوظائف الدينية ولا يبقى عذر في تعطيلها بمقتضى هذا الاصطناع، وقد أزلنا بذلك من عهدتنا ما استرعانا الله عليه، وجعلناه في ربقة النظار والقضاة ومن الأحباس مسندة إليه، والله رقيب، وعلى كل شئ حسيب، والسلام في. . جمادى الثانية عام ١٣٠٣" استقل الظهير الشريف.
إلى غير ذلك مما يطول ذكره.
وإن أى وقفة يقفها القارئ الكريم من هذه الفصول التي كان يصدر الأمر بها لعمال الجهات وقواد المناطق نَأت أو قرُبَت تملى عليه من آيات الاعتناء بكل ما يتعلق بأمر الدين، ومعالم التوحيد، وأركان الإسلام مما لم يكن يغفل أمره أحد من سلفنا الأكرمين، وملوكنا الأماثل مجتهدين، حاثين على التواصى بإقامة الدين، ونشر نفوذه وثقافته المؤثرة بين مختلف الطبقات وتنوع الأوساط.
وكيف لا يكون اعتناؤهم بالدين عظيما واهتمامهم بأمره يتجاوز أقصى مجهوداتهم ومتفوق حدود مقدرتهم، وهم يعلمون أن ذلك من أخص واجباتهم، وأول فروضهم المحتّم عليهم قبل غيرهم إنجازها وأداؤها، علاوة على ما في رابطة الدين وثقافته، ومن لم الشعث وضم المتفرق وإحكام الوحدة التي ينتظم بها أمر الملك، ويصلح نظام السلطان.
وقلما أمكن صلاح حال أمة أو رعية من الرعايا ما لم تسق بسياسة الدين الكفيلة بصلاح عموم الأحوال، وتحقيق جميع الآمال، ولعل ذلك هو سر اتفاق