الشريفة، يرجى إصلاحهما، لكن بعد ما تثنى قيمتهما المشتران بها، وهذا ما ذكر من ذكر في الرسم حسبما يطالع عليه مولانا ونظره أوسع، ورأيه الشريف السديد أنفع، وبما يأمرنا مولانا المعتز بالله عليه عملنا والسلام بأتمه معاد على الحضرة الشريفة.
وفى ثانى عشر ربيع الأول النبوى الأنور عام ١٢٦٨ مقبل العتبة الشريفة محمد بن عبد السلام وفقه الله" صح من أصلها المشار له صدره وقوبلت عليه فماثلته حرفا حرفا من غير إصلاح ولا زيادة ولا نقص.
ومن ذلك ما أفاده أبو القاسم الزيانى في كتابه المعنون بتاريخ الولاية، المحمودة البدء والنهاية -وهو من نفائس محتويات مكتبتنا- من شرائه مركبين حربيين وتعميرهما بالعساكر والمدافع، واختار لذلك من له رسوخ وثبات في الدين، وصارا يتجولان في البحر إلى أن انقض أحدهما على مركب إنجليزى وجده غير متأبط لورقة الجواز، وسار به إلى مرسى الرباط أسيرا، ثم لما اتصل الخبر بقنصل الإنجليز القاطن بطنجة، طلب من صاحب الترجمة أن يرد عليه مركبهم لأنهم مسالمون للسلطان قبله، واعتذر على عدم حمل المركب لورقة الترخيص في الجواز بأنه خرج من بلد ليس به قنصل يعطيه الورقة، وأن السنجق (العلم) يغنى عنها فلا تسمح القوانين والحالة هذه بأخذ ذلك المركب أسيرا.
ثم اجتمع قناصل الدول للنظر في القضية فسلموا عذر القنصل الإنجليزى وعضدوا ما احتج به، فسلمه المترجم لهم، وأسر المركب المغربى الآخر مركبا نامسويا، ولم يكن لهم عقد صلح مع الدولة المغربية، ولما اتصل بهم الخبر أنهضوا سفيرًا لطنجة يطلب رد مركبهم عليهم ويزعم أن باشدورهم متأهب للقدوم على الحضرة السلطانية متأبط لهدية من سلطانهم للمترجم لطلب عقد الصلح، واتخاذ قنصل لهم بطنجة، فأبى المترجم مِنْ رَدّ المركب، واحتج بأنه أخذ في وقت الحرب، فرجع ذلك السفير خائبا.