للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما أخبر بذلك عظيم النامسة اشتد غيظه، ووجه مراكب قرصانية للاحتيال على قنص مركب من المراكب المغربية، فصار ذلك المركب القرصانى يتطوف بنواحى مياه المراسى المغربية، إلى أن رأى مراكب منها بمرسى العرائش فحدثته أطماعه بالقبض عليها، ولما قابلوا المرسى أنزلوا عددا من الجند بالبر وقصدوا المراكب السلطانية، لإخراجها من المرسى، فحال بينهم وبين ذلك أهل البلد والمجاورون لها، وأحاطوا بهم قبل وصولهم للمراكب واستأصلوهم قتلا، وقطعوا رءوسهم ووجهوا بها للحضرة السلطانية بفاس هـ.

وقد كان العمل جاريا بحمل المراكب المغربية التجارية للجوازات البحرية المشتملة على اسم الرئيس والمركب وعدد بحريته، وإليك مثالين أصدرهما المترجم لمركبين مغربيين اسم أحدهما أصيلة، والآخر ميمونة.

نص الأول بعد الحمد لله والصلاة والطابع الكبير بلفظه:

"كتابنا هذا أسماه الله وأعز أمره، وأحلى في الملأ الأعلى ذكره، بيد خديمنا الرئيس عبد السلام بن محمد بن الفقيه الشريف السلوى، يعلم منه بحول الله وقوته، وشامل يمنه ومنته، أننا أذناه بالسفر بقصد التجارة في مركبنا السعيدة البازركان المشتملة على صارى واحد المسماة ازيلة عدد بحريتها عشرة بالرئيس المذكور، ويخض إن شاء الله في البحر الصغير والكبير مشترطا عليه أن يشتغل في جميع أموره كلها بما يعنيه متحريا للأمور المذمومة المخلة بالدين، وأن لا يتعدى القانون المتعارف بيننا وبين أجناس النصارى، وأن لا يحمل في مركبه مثل الخمر والخنزير، فإن حملها (١) فقد تعرض لغضب الله ونكالنا بحول الله، وبعد قضاء أربه من المحل الذى حل به يئوب إلى أى مرسى من مراسينا السعيدة بالله تيسرت، كما نؤكد على من يقف عليه من حكام المدن من مدائن النصارى والقراسين ... وخدامينا، ولما نضاطس مراكب الحرب وحراسين المصالحين معنا أن


(١) عبارة المطبوع هنا مضطربة، والمثبت يستقيم به المعنى وهو المناسب للسياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>