للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حضرة عبد المجيد خان والكتاب فيه التعزية والتهنئة، لأن ذلك كان عقب موت السلطان محمود خان وولاية ولده عبد المجيد خان، فلما صادف وروده وقوع الأمرين، رأى سلطاننا أبو زيد، أن من المناسب أن يبعث كتابا فيه التعزية والتهنئة رعاية للود، وحفظا لما تقادم من العهد، وكان يوسف قبل ذلك مقيما بدار الخلافة عارفا باصطلاحهم وما يناسب في حقهم ويعرف أعيان دولتهم، ويعرف الباب التي يدخل منها مع ما كان عليه من الأدب والذكاء وحدة الذهن ومعرفة القوانين الجارية عندهم، فيؤدى بسبب ما ذكر أحسن أداء، ويوفى البلاغ بأكمل وفاء، فلما دفع له الكتاب أخذه ومشى مكرما ثم رجع مرة ثانية بجواب الكتاب في سنة ثمان وخمسين فأنزله السلطان على الفقيه ابن إدريس فبالغ الفقيه في إكرامه، وإتحافه وعظم جانبه، وكان يلتمس في كل الأمور خاطره، ويكرم لأجله وارده وصادره، حتى سافر ثم رجع مرة ثانية بعد سنة فكرمه السلطان بمثل إكرامه في المرتين السابقتين هـ.

وأما أوروبا فقد كان له مع دولهما علائق ودادية سياسية تجارية ومخاطبات مع ملوكها ورؤسائها، وقد أقر معاهدات أسلافه معها وعدل معها ما عدل وأنشأ ما أنشأ:

فالدولة الفرنسية أقر سنة ١٢٣٩ اتفاق جده سيدى محمد بن عبد الله المعقود معها، وفى نفس السنة أذن بإصدار أربعة آلاف رأس من الثيران وثلاثمائة ألف قنطار من الشعير لتموين الجيش الفرنسى الموجود حينئذ بإسبانيا على سبيل الامتياز، ونص الاتفاق المنعقد في ذلك بين نائبى الطرفين بحضور القائد محمد أميمون الكروانى عامل طنجة:

"الحمد لله نسخة من الشروط في شأن وسق الثيران بين سيدنا نصره الله والنصرانى ويقطور وكذلك في شأن الشعير، وهذه هى: الحمد لله، عقدة شروط

<<  <  ج: ص:  >  >>