للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حذرتكم من بيع السلاح وآلة الحرب له لما علمت أنه لابد يطرد عن مملكته، لأنه لا يستطيع المقاومة.

ومن المعلوم أنه لا يلجأ إلا إليكم، وربما جر لنواحيكم البلاء المحيط به، وكل ذلك وقع بإذن الله، فنرجو من سعادتكم العمل بكلامى، وتبذل مجهودك في إزالة الحاج عبد القادر، لأنك ألزمت نفسك بذلك بواسطة الشرط الرابع من شروط الصلح الذى انعقد، ووافقتم عليه بطابعكم.

فالتحريض الذى حرضنى سلطاننا عليه لأجل وفاء بهذا الشرط، وهو يبين لكم أن نيته دوام الخير وأمر محقق ظاهر ما يثبت الخير بوجود الحاج عبد القادر بمجاورة الحدود، واليوم إن حصل لكم مانع سرى لأجل ذلك، فالطريقة الموافقة أكثر من كل شئ، هو أن ترسل أحد عمالكم من خواص حضرتكم وكنز سركم وتكلفوه بكامل أسراركم عند سلطاننا، وهو يتكلم عند سعادته بجميع أموركم، وما يلزم أن نبين لكم أنه يكون مقبول بالفرح والسرور كما هى عادة الملوك، كما فعل جدكم المعظم المبجل المفتخر مولاى إسماعيل حين أرسل إلى جد سلطاننا لويز الرابع عشر، فلا نقدر نحن ولا أنتم ننسوا الخير الذى صدر من هذه المراسلة بين النصارى والمسلمين.

فبتجديد هذه المراسلة تحصيل فوائد شتى، من جملتها: تجديد عقد الشروط التي وقعت بين الأسلاف السابقين على التجارة وغير ذلك، وامتثال أمر سلطاننا الذى بفعله نسى جميع ما مضى من الفتنة التي اشتعلت بواسطة الشيطان من غير نية من الجانبين، والحاصل بهذه المراسلة تظهر المحبة على عيون الجنوس كلهم، والآن أنا قادم إلى الحدود لأجل تحديد البلاد مع نائبكم إن شاء الله، وحين نكمل ذلك يأتينى مكتوبكم برضاكم موافقا لحين التمام، أو بإرسال نائب من سعادتكم

<<  <  ج: ص:  >  >>