للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعد: فقد وصلنا كتابك على ما سقط بالسور داخل الستينية، وأمرنا مولانا أيده الله بإصلاح ما سقط ويكون مثل ما كان أولا أعلم أخانا قد أصلحنا ما سقط من السور كما أمر مولانا أيده الله، وليس هو من أسوار الستينية، وإنما هو سترة بين أعراصى الشرفاء والمحاج (١) الذى هو مرور للمقصورة لا غير وإنما بيناه لك حيث بلغ الخبر أنه سور الستينية، فإقلاب الحقائق يوقع في المشكلات، ويصلك أيها الأخ صحبة هذا كتاب لحضرة مولانا أيده الله وعلى محبتكم وعهدكم والسلام في ١٥ جمادى الأولى عام ١٢٦٤.

أحمد اللب لطف الله به (٢) ".

قلت: والسور المذكور في هذا المكتوب قد سقط اليوم وانكشفت تلك العريصات وتعذر على أربابها ما كانوا يستفيدون من غللها واستغلال عارضها لعجزهم عن البناء، وامتناع المكلفين من جانب الدولة من إعادة البناء.

وزاد في ملاح اليهود محلا لدفن موتاهم عام خمسة وسبعين ومائتين وألف، وسوره لهم بالسور الموالى يمين المار من باب زين العابدين لباب الخميس إجابة لطلبهم ليأمنوا على أنفسهم، وقد وقع ذات يوم أن عصابة لقيت سور حارتهم، وكتب له باشا مكناس يومئذ القائد الجيلانى بن بوعزة بذلك فاستفظعه، وأمر بتتبع أصحابه كما ترى في جوابه للقائد المذكور:


(١) في هامش المطبوع: "كذا".
(٢) في هامش المطبوع: "هذ الرجل كان الأمين الخاص والصدوق المخلص للمترجم ولم ينل أحد في دولته ما ناله من ثقة الأمير به، وكان محتسبا في مكناس فيذكر في ولاة صاحب الترجمة وله ملف خاص في مستودع الأوراق بالقصر السلطانى في الأمور الشخصية المتعلقة بالجلالة وعائلتها وصوائرها الخاصة يتكون منه مجلد ضخم وذلك أكبر دلالة على مكنة الرجل المكينة في الصدق والأمانة وكلها بخطه لم يطلع عليها كاتب وبيتهم في مكناس من أشهر البيوت وأفخرها وأمجدها غير أنه اقشعر وصوح نبته وكل شئ هالك إلا وجهه".

<<  <  ج: ص:  >  >>