فعطف الله عليها هذا السلطان المبارك فأعاد بعد الممات محياها، وأبرز من ظلمات العدم جميل محياها.
ومن بناءاته البيوت التي كانت معدة لسكنى جيش آل سوس بفاس المرينية على يد باشا المدينة البيضاء القائد فرجى، ومنها إصلاح ما احتيج لإصلاحه من القصور السلطانية عام ١٢٦٩.
وبنى جسر وادى مكس بسفح جبل زرهون، وذلك عام ثلاثة وسبعين ١٢٧٣، وجدد مسجد أبى إسحاق البلفيقى بمراكش، وجدد بها أيضا مسجد حارة الصورة، ومن ذلك بناء ما تهدم من مرسى طنجة والمبالغة في تحصينها أكثر مما كانت، وأصلح أبراج تطوان لما دخلها عام ١٢٤٣ كما في تاريخ الولاية للزيانى، وأسس البرجين العظيمين بثغر سلا وأشبار الكبير المقابل للبحر بها، والمارستان الكبير بضريح الشيخ ابن عاشر، والمنار الفاخر بالمسجد الأعظم منها حسبما هو مكتوب على بابه، وخزين البارود بالقلعة، وأشبار الفاخر برباط الفتح، وقصبة الصخيرة الشهيرة، وقصبة أبى زنيقة أيضا، وجدد المتلاشى من أبراج صغر الصويرة، وأجرى لها الماء فأدخله إليها وبنيت له القنوات واستراح الناس من نقله من النهر.
ومن بناءاته بتافيلالت قصر تغمرت الذى كان آية في الإبداع، وجاء السيل فصيره في خبر كان، ثم جدده ولده سيدى محمد، ومنها قصر أبّار (١) الحفيل المتسع الأكناف يشتمل على دور أنيقة، وكان تأسيسه له أيام سلطنته لأولاده وجعل به مسجدا جامعا تقام فيه الجمعة من يوم أسس إلى أن ثار الفتان بلقاسم الآنكادى السفاك لدماء الأشراف والعلماء، فعطلت فيه الجمعة من يومئذ، ونقل منبره لمسجد الريصانى الذى صارت تقام فيه الجمعة إلى أن احتلته فرنسا، وهو الآن شبه خزين مكتوب بأعلى باب هذا القصر جمل ملحونة لفظها:
(١) في هامش المطبوع: "بفتح الهمزة وتشديد الموحدة تحت مشبعة".