الشروع في بنائه زمن انتقاض الصلح مع فرنسا، وتم العمل فيه سنة ثلاث وستين ومائتين وألف ١٢٦٣ والبستيون (المعقل العظيم) بالثغر الواقع بالشاطئ البحرى منه شمالا، وكان تمام العمل فيه سنة تسع وستين ومائتين وألف ١٢٦٩، وقد جلب لهذا المعقل سبعة عشر مدفعا ومهراسين عظيمين من المعدن من بلاد الإنجليز على يد أبى محمد عبد الله فنيش السلوى، وكان وصول ذلك لثغر سلا رابع شوال من السنة.
وجدد بستان آمنة المرينية بالمدينة البيضاء فاس الحديد، قال أبو عبد الله أكنسوس: وكان -أى البستان- خرابا تألفه الوحوش بعد أن كان في الدولة المرينية على هيئة بهية، فيه ظهرت زينة تلك الدولة وضخامتها، وفيه مقاعدهم ومنازلهم العالية ومجالسهم المشرفة على بساتين المستقى، إلى أن قال وبالجملة فقد كان زينة من زينة الحياة الدنيا، وجنة حائزة من البهجة المرتبة العليا ثم أناخت عليها الأيام بصروفها، ومحت من تلك الرسوم جميع حروفها، فرآها الملوك قبل مولانا المؤيد فلم يرقوا لحالها، ولا أنقذوها من أوحالها، مع أنها في جوارهم، وعقود ديارهم،
= في هذا الكتاب وعدد رجاله ٩٢. وسقالة الوسطى ورجالها ٩٣. والبرج الجديد رجاله ٩٣ كذلك. وقد ذكرت في تلك القائمة أسماء أولئك الرجال وأوصافهم من طول وقصر وأشكال اللحى والحواجب والعيون وغير ذلك من الأوصاف المميزة لأصحابها وفيها تسعة أشخاص وصفوا بأنهم صبيان وفيها ألقاب معروفة بسلا لهذا العهد كزنيبر ولعلو واشمعو والمالقى وبوشعرة وفنيش وملاح وغيرهم وذكرهم فيها على هذه الأمثلة: (المعلم الحاج محمد حركات للطول ساقط بعض الأسنان. عبد الحق الصدراتى ربعة متصل اللحية كثيفها شيب. ج محمد لبريبرى أبيض بخده الأيمن زبيبة متصل النبات أسوده. أحمد بن الحاج العربى تازى مراهق بوجهه جدرى أزرق العينين. الطاهر الزواوى أشيب ساقط الثنايا برأسه ارتعاش. الصبى الهاشمى بن محمد الشلح مدور الوجه للحمرة غليظ الأنف. الفقيه سى محمد التيال وجيه متصل النبات واسع العينين".