ما أنت يا (بن هشام) غير معجزة ... جل الذى من صفاء النور أنشأها
ما أنت إلا جمال الله أظهره ... ونعمة لجميع الناس أهداها
تهنيك ذى الليلة الغراء تشهدها ... وغرة منك يهنينا شهدناها
وليهنك الموسم الباهى تفيض به ... مواهبًا منك صوب القطر حاكاها
لا زلت في دولة للسعد مذعنة ... لها الورى أبدا طوعا وإكراها
والنصر والعز والتأييد يكنفها ... تزداد من حسنات الدهر حسناها
يا نسمة الروض مخضلا كمائمه ... حى بقاعا رسول الله وافاها
ويا سحاب الرضا والجود فانسكبا ... بساحة حل فيها المصطفى طاها
وأنت يا سامعا أمداحه طربا ... صل عليه لكيما ترضى الله
وعم آلا وأصحابا وتاليهم ... وكل من نال قربا منه أو جاها
وله أيضا وسترى من بين أبياتها أنها وجهت لمأوى سيد الكائنات - صلى الله عليه وسلم - على لسان السلطان المترجم، يبث فيها شكواه ويشكو ذنبه وما اجترحه، ويستمد الإعانة على صروف الدهر وحدثانه:
أقول لركب شام برقا يمانيا ... ليهنكم إنا بلغنا الأمانيا
تائق في ظلمائه فكأنه ... مباسم تحكى في سناها اللئاليا
حزرنا به آمالنا فتبسمت ... وضاءت كما أضحى يضئ الدياجيا
وروع أحشاء تحن لمعهد ... قضينا به قبل المشيب لياليا
ألا حى مغنى للحبيب وإن نأى ... وماذا على صب يحيى المغانيا
وما زال هذا البين يوقد لوعة ... أبت في فؤاد الصب إلا تماديا