وليس لنا إلا بأمة أحمد ... دعاك إذا ما الغى قد صار داعيا
وحاشاك من ينمى إليك تمله ... وتسلمه إن أصبح الهول داجيا
وحاشاك تعيا بالمسئ وإن أتى ... وثوقا بنيل العفو منك، المساويا
وحاشا ندى كفيك وهو مفجر ... على سائر الأكوان يترك صاديا
ألا يا رسول الله إنى خائف ... وأنت مجير الخائفين الدواهيا
ولى رحم موصولة بك أبتغى ... لها صلة تولى لديك التراضيا
ومثبك للأرحام يرعى ذمامها ... فلا شك أن ترعى كذاك ذماميا
فرحمك للرحم القريب وعطفة ... وأولى بعطف منك من كان دانيا
وعونا لنا من صولة الدهر إننا ... بغيرك لا نرجو من الدهر واقيا
فقد أحكمت فينا المقادير حكمها ... سياسة أقوام تحاكى الأفاعيا
وقد ألزمتنا أن نعاشر معشرا ... يسرون أمرا غير ما كان باديا
على قلة الإنصاف والخير فيهم ... وكثرة أقوال تطيل التناجيا
سوابق للأطماع ينتهبونها ... كواسل عند الروع تخشى التلاقيا
عزائمهم في نيل ملء بطونهم ... فتدعوهم روبى بطانا بواطيا
فلا عون إلا من عنايتك التي ... بها نتقى هذى الذئاب العواديا
ولا ملجأ إلا إلى عزك الذى ... نلوذ به حصنا من الضيم عاليا
بجاهك يا قطب العوالم كلها ... ويا منبع الأمداد نرجو الأمانيا
فوجه من النصر الإلهى عاجلا ... لنا مددا ما دام عزك باقيا
وصلى عليك الله في كل لمحة ... كل صلاة لا تنال التناهيا