وقد جاروا من عصبة الكفر أمة ... تريد بنصب الماكرين لها الجرا
وعندهم جزم برفعك من لجا ... إليك ومن ناواك تكسبه كسرا
فقد قصرت علياك دولة قيصر ... وقد كسرت أشياع دير الهودى كسرا
أجرنا فنعم الجار أنت لمن لجا ... لبابك واستكفى بهمتك الإصرا
وغر يا رسول الله عزما لأمة ... دعوك ولب صوتهم واحبهم جبرا
وأظهر لها من عز جاهك نصرة ... ترد على الأعقاب من سامها ذعرا
وتخلى ديار المسلمين من العدا ... وتكسبها من بعد نجسهم طهرا
وتتركهم صرعى بكل ثنية ... وتملؤها دينا كما ملئت كفرا
فلا جاه إلا جاه عزك يرتجى ... ولا نصر إلا من علاك لهم يدرا
فأنت الذى لا يلحق الضيم جاره ... ولا يخش من يلمم بساحته ضرا
فإن كرام العرب تحمى ذمارها ... وترفع عن جيرانها الضيم والذعرا
وأنت كريم العرب وابن كريمها ... ومنك استمد الكل أوصافها الغرا
وإنك يا خير الوجود ملاذ من ... هفا ولك الجاه الذى قد سما خطرا
ألست الذى قد أرسل الله بالهدى ... فعم الورى بالأمن واليمن والبشرا
ألست لهذا الكون فاتح رتقه ... وخاتمه والموله المدد الغمرا
ألست الذى أسرى الإله بذاته ... إلى حضرة ما نال عبد لها نشرا
وخصصه رب الأنام برؤية ... وقرب وفضل لا يطاق له حصرا
وكنت نبيئا قبل خلقة آدم ... ووصلته للعفو إذ خشى الوزرا
وجلبت أحلاك الظلام بصارم ... من الحق هام الشرك من عزه الصغرا