وآمل من جذواك كل كرامة ... تبوئه العليا وتسكنه السرا
وحط بباب الفضل منك رحاله ... وناداك مشبوب الجوانح مضطرا
ومثلك من واسى وآسى نزيله ... وأمل مذعورا وعامل معترا
شكا لك يا خير الوجود جرائما ... توالت فأولته القساوة والنصرا
ورانت على القلب القسى فأصبحت ... جوارحه في قيد ظلمته أسرا
وأمارة بالسوء تسرع للهوى ... وتثقل عنى إن أردت بها برا
وأهل زمان قد غدوا من فسادهم ... سواسية والجهر قد خالف السرا
غدا منكرًا معروف سنتك التي ... لديهم وأضحى العرف بينهم نكرا
وعادوا ذيابا في ثياب تنسك ... وقد أظهروا الإسلام واستبطنوا الغدرا
وإنى قد استرعيت منهم رعية ... وحملت من أعباء أمرهم إصرا
أروم لها التوفيق والرشد والهدى ... وأرجو لها الإسعاد والحفظ واليسرا
وآمل من جدواك كل عناية ... ونصرا عزيزا يهدم الشرك والكفرا
فلى ذمة أرجو الوفاء بعهدها ... ومثلك يا خير الوفا بالوفا أحرا
ولى نسبة أدلى بها وقرابة ... وأنت ولى المنتمين إلى الزهرا
أعيذك أن يشقى كلانا بجاره ... وأنت ملاذ الكل إن خشو الضرا
فكن يا رسول الله غوثا لأمة ... تمت إلى علياك بالنسبة الكبرا
فما أنزلوا إلا ببابك رحلهم ... ولا اتخذوا يوما سواك لهم دخرا
ولا استنصروا إلا بجاهك في الوَغَى ... ولا قصدوا في الخلق زيدا ولا عمرا
ولا قصروا إلا عليك رجاءهم ... وما قصروا لو خالفوا النهى والأمرا