ونطلب أن لا يخلى أوقاته من الدعاء الصالح لنا ولذريتنا بالخير والسداد والتوفيق، والهداية إلى سواء الطريق.
وبسبب قيامه بهذا الوظيف الكريم، والمنصب العظيم، وملازمته موضعه المجبل الجسيم، ومنصبه من المسجد العظيم، وما علم من صلاحه ودينه وأمانته وخيره وثقته أسبلنا عليه وعلى أولاده أردية التوقير والاحترام، وحملناه على كاهل المبرة والإكرام، وحاشيناه عما يتطرق للغير من سائر العوام، فلا سبيل لمن يصل جنابه بوظيف، أو مغرم أو تكليف، قوى أو ضعيف، رعيا لوجه الله تعالى الذى ألهمه رشده للقيام بالوظيف المذكور، فهو موقر محترم على مر الليالى والدهور، ومن قرب جانبه بسوء أو مكروه لا يلومن إلا نفسه، ولا يضرن إلا رأسه.
ونعهد إلى خدامنا وجميع ولاتنا المتصرفين في هذه الحضرة العلية بالله عن أمرنا، أن يوقروا هذا الرجل المبارك في نفسه وأولاده، بحيث لا يناله ولا يعمه شئ مما عسى أن يعم أو ينال أهل بلاده، وأن يعملوا بمقتضاه، ولا يتعدوا ما أبرمه الأمر الشريف وأمضاه، والسلام في الثالث عشر من ذى الحجة الحرام عام ثلاثة وعشرين ومائة وألف هـ".
فالناظر بعين العبرة والادكار، المولع فكره بحل عويصات الأسرار، يلوح له بدلالة ألفاظه العذبة، ومعانيه التي يقال لكل يتيمة منها نخبة، أن لهذا الإمام الهمام، الغاية القصوى في شئون الدين وكمال المراعاة والذمام، وأن بصيرته النافذة النظر، في توجهها لحياطة المبتدأ والخبر، وأن كل من له أدنى انتساب لحرمته، قد أقامه تحت ظله ومنعته، وأنزله من مكانة الأمن والاحترام، بكهف لا يطرق إذ يرام؛ فهكذا هكذا تعرف الهمم والعزائم، والذهن السقيم من فكر اليقين الحازم، لا غرو أن الاهتبال بالمعابد ومن ألزم نفسه احترامها، صيرته العلياء أمامها