عليها ناصح ملحوظ، والناكر غاش في زوايا الإهمال مسجون، طلب من السلطان الإقالة من توليته معتذرا بذهابه لبيت الله الحرام، فأقاله لذلك السبب الظاهر وذهب بسلام؛ وهو من كمال عقله وديانته، وسديد رأيه ومروءته، ونتيجة صدقه وأمانته هـ منه.
ومن الثالث قول الأديب الكبير العلامة أبى العباس أحمد جسوس الرباطى فيه من قصيدة:
ذاك العقول إذا كبت آراؤهم ... أضحى العويص برأيه مفتوحا
إن عدت الأمثال كان أجلها ... بل نورها وسواه كان الشيحا
أس الوقار ومنبع المجد الذى ... تلقى مكان الحمد فيه فسيحا
وقال الدكتور (فيسربر) خليفة مدير البنك المخزنى والمراقب المدنى تشريفا من محاضرة ألقاها في نادى دروس الضباط عام ١٩٢٨ موضوعها (المغرب منذ ثلاثين سنة):
"إن أمين الأمناء السعيد عبد السلام التازى جاب كثيرا أقطار أروبا، وكان معجبا بنفسه يلفت الأنظار بهيئته، وله شعر على صدغيه، ويجعل على إحدى عينيه زجاجة (١)، فكان بهذه الهيئة يشبه بكيفية عجيبة للمسيو جول فيرى، فهو الذى كنت أخاطبه في أداء راتبى ولم ألق في ذلك أدنى صعوبة منه، بل أرسل إليه التواصيل فيبعث إلى أكياسا فيها ريالات".
وفاته: توفى ليلة الخميس ٢٧ صفر عام ١٣٢٥، ودفن بالزاوية الناصرية من بلده رباط الفتح، وله فيها ذكر جميل وثناء عاطر طيب.