أمرها، إنا لله وإنا إليه راجعون، توفى قدس الله روحه ليلة الخميس ثالث الحجة بدار ولد زيدوح، وذلك أننا لما خيمنا بها يوم الثلاثاء ٢٣ قعدة كان محسوسا، ثم خرج يوم الأربعاء على المادة ثم أقام الخميس والجمعة لم يخرج، ثم خرج صبيحة السبت بكرة وصبيحة الأحد وصبيحة الاثنين كذلك، وما قطع الخروج بكرة حتى لقى الله، غير أنه يمكث نحو نصف ساعة أو ربع ساعة ويتلاقى بالمكلفين ثم يرجع لمحله إلى يوم الأربعاء ثانى قعدة (كذا بخطه والصواب حجة ليلئتم مع ما قبله) خرج قبل الشروق وجلس بالصوان ربع ساعة واشتد به الحال ودخل، وظل كذلك إلى الحادية عشر من ليلة الخميس قضى عليه، وقدم على ربه أكرم الأكرمين رحمه الله وألحقنا به مسلمين تائبين آمنين.
ثم كتم المكلفون موته، ولم يعلم به أحد إلا خاصة الخاصة، واجتمعوا ليلا واتفقوا على الرحيل والنهوض من بلاد بنى موسى والخروج من القطر التادلى، فأدخل رحمه الله المحفة، وأغلقت عليه وحملت على القاعدة المعلومة، وأحدق بها من كان يحاذيها على العادة ورجعنا القهقرى، وعبرنا وادى أم الربيع من مشرع ترماست، وجددنا في السير إلى البروج خيمنا بها عند الزوال، ونصبت الأخبية واستقر القرار بالمحلة ريثما استرحنا واجتمع الناس، فبعث خلفنا وخلف غيرنا من أعيان المحلة شرفاء وفقهاء وكتاب وعمال الجيوش والقبائل والرؤساء واجتمع الكل بالجامع، فتصدى للكلام الفقيه الحاجب السيد أحمد، وقائد المشور القائد إدريس ابن العلام، والوزير الحاج المعطى، والسيد محمد الصغير، والسيد على المسفيوى وغيره، فأعلنوا بموت السلطان رحمه الله، وعزى الناس بعضهم بعضا في مصابهم به، وأعلنوا بنصر نجله الأسعد مولاى عبد العزيز حفظه الله.
وأذعن الجميع لبيعته، وضربت الطبول والأبواق والموسيقى، وقام المنادى يبرح في المحلة وغيرها بنصره وتأييده، وأول من بايع إخوانه مولاى الكبير،