ثم شحوا وافترقنا بددا ... هل ترى من جامع للبدد
هل ترى أحظى بوصل أهيف ... ساكنا قلبى بعيش أرغد
رشأ يرنو بعينين فكم ... قتلت أجفانه من أسد
قلت قلبى ماله من مخلص ... غير مدح المصطفى محمد
ودوائى وشفائى ذكره ... ليس لى في غيره في من مقصد
خير مبعوث لخير أمة ... النبى العربى السيد
شهد الظبى مع الضب له ... ولمن من قبله لم يشهد
والحصى قد سبحت في كفه ... وبكى الجذع له بالمسجد
ورجوع الشمس لما أن دعا ... واضطراب قد بدا من أحد (١)
وانشقاق البدر منه آية ... نورها ذو بصر لم يجحد
معجزات كالنجوم ما لها ... في سماء فضله من عدد
حبذا ليلة فيها وضعه ... مثله في مثلها لم يولد
خرت الأصنام فيها وبدا ... لجميع الخلق ما لم يعهد
وقوله يرثى والده الولى الصالح أبا عبد الله محمد المحب المتوفى ليلة الأحد سابع عشرى محرم الحرام عام واحد وعشرين وثلاثمائة وألف:
سل الدار عن سكانها أين يمموا ... وأين ثووا بعد الرحيل وخيموا
إذا وردت ماء النعيم مطيهم ... فقد لفحت قلبى الكثيب جهنم
فعذرى في جف المدامع واضح ... وأين يسيل الماء والنار تضرم
(١) الوزن مضطرب في الأصل، والمثبت رواية المؤلف.