أعد نظرا فيما احتججت فإننا ... عليك به حقا عليك نصول
كحاطب ليل ليس يدرى بما أتى ... وحاطبة عشواء وهى حمول
وباحثة بالظلف عن حتف نفسها ... فخرت وشيكا والنجيع يسيل
أتنسب (إدريسا) إلى غير عيصه ... وتحسب أن الشبل ويك دخيل
ومن قال إن الشمس مطلعها الدجى ... تكذبه أبصارنا وعقول
ولم يتخذ إدريس عند مسيره ... سوى (راشد) مولاه فهو خليل
وإن خليقا باسمه وصفاته ... وعن عهدهم والله ليس يحول
وهل تصحب الآساد غير شبيهها ... وهل يصطفى غير الفحول فحول
لك الويل ثم الويل منها مقالة ... بنفسك منها للبلاء حلول
فنشهد أن الله لا رب غيره ... وأن ابن إدريس لطه سليل
ونشهد أن الممترين جميعهم ... يميل مع الجهال حيث نميل
دعا المغرب الأقصى بدعوة صادق ... فلبى دعاه وعره وسهول
وأمسى به الإسلام يعلو مناره ... وأصبح والإيمان فيه يجول
فطابت به منه البقاع وجددت ... رسوم عفت من أهله وطلول
كفى المغرب الأقصى بذلك مفخرا ... وفرع بنى الزهراء فيه أثيل
كثيرون في أنحائه وشعوبه ... وهم في سواه نادرون قليل
فلم يخل من أسمائهم عود منبر ... ولم تخل منهم عصبة وقبيل
ولم يحتكم في نفسنا غير أمرهم ... فكل سميع أمرهم وفعول
فجورهم والله عدل ورحمة ... وصرصرهم عند الهبوب قبول