وقوله مقرظا تأليف العلامة الجليل صاحب التآليف العديدة، والمقيدات المفيدة، حامل لواء الإفتاء والمرجوع إليه في النوازل بالديار الفاسية، مفيدنا ومخلص ودنا أبى عيسى المهدى الوزانى، في الرد على ابن المهنا القسمطينى:
سلا هل على ضوء النهار دليل ... وهل لابن مهنا في الضلال مثيل
وهل مثله من أنكر الشمس من عمى ... وقد كر منها بكرة وأصيل
ولا عجب أن ينكر الشم ضلة ... ويرتد منه الطرف وهو كليل
فلن ينظرن شمس الظهيرة أرمد ... ولن يقذف الماء الزلال عليل
يجادلنا في الطاهرين ومن زكت ... فروع علاء منهم وأصول
وقد جادل الجهال في الله قبله ... وكذب في الدعوى إليه رسول
يجادلنا في الطاهرين ومن لهم ... بكل قتام غرة وحجول
ومن جاهدوا في الله حق جهاده ... وقاموا بعبء الدين وهو ثقيل
أتنقم من (إدريس) أن كان طالبا ... حقوقا بهم الشهم (الحسين) قتيل
وقد كان في قتل (الحسين) وأهله ... لظلم وعن نهج الهدى لنكول
وللأرض منه والسماء لعبرة ... وللخلق فيه رنة وعويل
فإن له والله فيه لأسوة ... ومنحى لعمرى واضح وسبيل
فكيف ترى في الأرض [إدريس] باغيا ... وقد بايعته عامر وسلول
وكيف نرى (إدريس) للحق نابذا ... وقد بان عنه إذخر وجليل
ولن يرتضى العباس لو كان باقيا ... فعال بنيه فيهم و (عقيل)
فمذ قتلوا إدريس قلت عروشهم ... وصار وذاك الرعى وهو وبيل
وعاد على ابن خالد شؤم قومه ... وأمسى عزيز القوم وهو ذليل