سيان إيجازى بذكر ثنائه ... ورثائه من بعد أو إطنابى
لو كان يمكننى عتاب للردى ... عاتبته فيه أشد عتاب
لكنها أيدى المنية طالما ... نبذت لقشر وانتقت للباب
إنى ليحزننى به ويسرنى ... أن حل بالفردوس خير جناب
في مقعد صدق ينعم دائما ... بجميل أعمال وحسن ثواب
لولا الحياة لكنت تسمع حورها ... نادته بالتأهيل والترحاب
وتقول أرخ عند أفيا جنة ... لمحمد زلفى وحسن مآب
. . . . . . . . . . . . . ١٣٢٦
نثره: منه مقامة نصها: حكى الضحاك بن بشير قال: ضمتنى يد الرفقة والعشرة، مع أصحاب بفاس كالنجوم عشرة، بلوت شجرهم مرا وحلوا، وخطبت صحبتهم فوجدتها من الموانع خلوا، رضعوا من الأدب الأخلاف والأفواق، وفطموا عن ضرعها الخلاف بالوفاق، طالما حنكتهم التجارب رغبة ورهبة، وسامتهم الأيام فرقة وغربة، حتى ألفتهم الأسنمة والغوارب، واختصصت فيهم المشارق والمغارب، وصارت جميع البلاد لهم أوطانا، والمنازل كلها أعطانا، وكان لى فيهم صاحب هو واسطة عقودهم، وحبة عنقودهم. امتزجت روحى بروحه امتزاجا، واعتدل طبعى بطبعه مزاجا، أخلص كلانا لصاحبه جهره وسره، ووثقنا بخير مودتنا فلم يتق شرى ولم أتق شره، وحينما ألقينا عصا الترحال بفاس، وتخلصت الرحال بوضع ثقلها من معزة النفاس، أصبحت الطرق بالقطاع شاغرة، وعوادى الفساد لأفواه الفتن فاغرة، وأمست السهول وهى وعرة، وأعثرت الخيول بعرة، واستنسرت بغاث الطير، وانتشرت بغاة الضير، وذلك بشغب شيطان يزعم أنه من الملائكة، وأشداقه لحنظل الباطل لائكة، فأعوزتنا السيوف ففزعنا للأقلام،