وأرهفنا بصحائف الكلام صفائح الكلام، فإذا نحن جعنا، لأقراص الأوراق رجعنا، وإذا نظما، نظمنا نظما، وترانا نثرى، إذا نثرنا نثرا، فنظم ذلك الصاحب قصيدة ميلادية انتقل فيها من المديح النبوى، إلى المدح السلطانى المولوى وأشار فيها لذلك الفتان الخارجى الذى شاب الموارد لما شب نار شبيب، وعقد للفتنة في الدين والدنيا كل سبيب، الخارج من الهدى بالضلال، والشبيه في أخلاقه الشيطانية بالضلال، الدعى الشاق للعصا، الداعى الشقى بما لم يطع الله به بل عصا، واستشارنى فيها، هل يثبتها أو ينفيها، فأمرته أن يقصد بقصيدته تلك دار الخلافة وليأت من الباب، من له من الرياسة والسياسة اللباب، دستورها المبجل المعظم، وعقد وزارتها الأمثل المنظم من إذا وعد فالسوأل، وإذا أعطى فحاتم إذا يسأل، أكرم من تكرم في عصره وتفضل، ووزير الوزراء سيدى محمد المفضل، قال غريط قلت غريط، والتقريظ للمعالى والتقريط:
وزير يود السيف والسهم عزمه ... ورأيه في إمضائه وسداده
وصوب الندى كقطرة من نواله ... على صبه أو نقطة من مداده
فأرصد ليلة الاحتفال، فلك عند ملكها أيمن قال، حيث الألسن بأسرار المديح بائحة، والمباخر بالند فائحة، والإنشاد يرجع ويردد، والعهود القديمة تذكر وتجدد، وكواكب الشموع والمشاغل تزهر، والجفان والأجفان هذى تكسر وهذى تسهر، والموائد تنصب وترفع، والعوائد الكريمة صلتها للموصول تدفع، قال الراوى فكتب القصيدة بما خشلب خط ياقوت المستعصى، وكان عنه ابن مقلة عمى، وانتظر ليلة المولد، وورود صافى ذلك المورد، وربيع أمامه وصفر وراءه، وكرم المصدر الوزير حفظه الله يضمن عند صدوره ووروده وراءه هـ.
مشيخته: أخذ القرآن العظيم عن الأستاذ البركة أبى عبد الله محمد الغمارى بفاس، وعن الأستاذ الفقيه أبى عبد الله محمد البوعمرانى بمراكش.