تلك الحال ثلاثة أيام، وذلك أنه كان يسكن الدار وحده، ولما دخلها أغلق الباب عليه، وقد كانت الأيام أيام مطر ولما فتحت عليه الدار ووجد على تلك الحال، بحث عن السبب فأجاب بأنه هجا صلحاء مراكش فجوزى بذلك، ومع الأسف فقد ضاعت مقيداته وفوائده العلمية والأدبية التي لو جمعت لجاءت في مجلدات.
شعره: من ذلك قوله لما سقط من سطح دار سكناه بمراكش ووقع به من الألم والكسر ما وقع، وأتى برجل فوال يكويه وكان هذا الفوال (أى بائع الفول) قوى الجسم كامل الصحة فكواه حسبما أنشد ذلك لنفسه شيخنا أبى عبد الله الطاهرى ومن خطه نقلت:
جزى الله شرا من كوانى جاهلا ... جزاء سنمار وما كنت ذا ذنب
ولكنما الفوال من جهله عتا ... على بنار صيرتنى في كرب
وأصبعى في أستى أبرد حرها ... فضاعف لى هما وصعبا على صعب
أعاد عليه الله من شر فعله ... كذاك بنوه ما بقيت على جنب
أقاسى هموم القاسى ساعة كيه ... لمقعدتى حتى كأنى في حرب
وكدت أفارق الدنيا بيد أنه ... شديد عنيد ما رأيت بذا الغرب
مماثله ومن يماثل مثله ... كأنه قد أنشى من أقبح ما كلب
فلا صورة ترضى ولا فعلة تضى ... خسيس حقير ليس في العجم والعرب
ومن أشأم الأيام فوالهم كوى ... وفى جسمى الحساس تار وفى جنبى
ومقعدتى من شدة الكى تشتهى ... ولوج يد الفوال والحس ما دأبى
فيا رب شتت شمله عاجلا يرى ... رهين سلاسيل إلى الرمس والترب
وفى حيص أو بيص وفتنة منكر ... نكير ولا ينجو ببعد ولا قرب