الجد المولى عبد الرحمن بن هشام لقضاء عاصمته المكناسية، واتخذه شيخ مجالسه الحديثية ينوه بقدره، ويستمع لنهيه وأمره، وتولى خطبة جامع القصبة السلطانية، وأقبل على التدريس، فانتفع به جم غفير من أهل النقد والتحرير، ولم يزل محمود السيرة على تلك الحال، إلى أن لقى الكبير المتعال.
مشيخته: أخذ عن العلامة السيد عبد القادر بن شقرون الفاسى، وتلميذه الشيخ الطيب ابن كيران وخصوصا الحديث، وعن الشيخ محمد صالح بن أبى محمد خير الله الشريف الحسنى نسبا البخارى السمرقندى أصلا ومنشأ الرضوى نسبة إلى على الرضا البخارى المولود عام واحد ومائتين وألف المتوفى بالمدينة المنورة عام ثلاثة وستين ومائتين وألف، وأجازه إجازة عامة عام ستين ومائتين وألف عند مقدمه للديار المغربية، إجازة عمم فيها وخصص، ودونك صورتها بعد البسملة والصلاة:
أحمده إذ الحمد لذاته، له بذاته، وأصلى وأسلم على سيدنا محمد قطب دائرة الوجود وصفاته، وعلى آله وأصحابه نجوم الاقتداء وهداته وحماته.
أما بعد: لما كان عادة أهل الحديث، في القديم والحديث، الاستكثار من الاستجازة ولو من الدون، لصالح أغراض لا يعقلها إلا العالمون، طلب منى العلامة الأشهر، والبدر المنير الأزهر، الشيخ البركة، الحميد السكون والحركة، قاضى مكناسة الزيتون، المزرية علما بالروض الهتون، أبو عبد الله محمد العباس ابن كيران، تولانى الله وإياه وجميع المسلمين بالقبول والغفران، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير، أن أوصل له سند الفاتحة وأصافحه وأشابكه بالمصافحة والمشابكة، المعروفة المتداولة بين المحدثين فصافحته وشابكته، وهأنا أوصل له سند الفاتحة فأقول وأنا الفقير البارى، محمد صالح الرضوى النجارى، أدركنى الله وأسلافى وأخلافى والمسلمين بلطفه العميم السارى؛ وخيره الكثير الجارى، حدثنا