للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحول الله، فنسأل الله العظيم، رب العرش الكريم، بجاه رسوله صلى الله عليه وسلم أن ييسر لكم جميع الأمور، ويصحبكم السلامة والعافية في الورود والصدور، وأن يجعل الفتح أمامكم حيثما توجهتم والسلام ١٢ ربيع الثانى عام ١٢٧٨".

وقد قدمنا نصوص تلك المعاهدات في الترجمة المحمدية فلتراجع هناك، ولعل من لا خبرة له يفوق سهام اللوم للرجل المقدام صنو جلالة السلطان مولاى العباس، الذى فوض له في عقدها، ومن علم الحالة التي كان عليها المغرب وقتئذ وأحاط علما بتلك الظروف الحرجة التي منها احتلال العدو لثغر من أرفع ثغور البلاد يقرب من النقطة المحتل لها، ومنها جنوح الرعية وتحفزها للثورة اغتناما لفرصة اشتغال المخزن بتلك الحادثة المؤلمة، ومنها إظهار بعض القبائل الجبلية الميل للعدو والتفاخر بحسن معاملته، كما يرشد لذلك ما تقدم في الترجمة المحمدية، علم أن هذه أمور كلها موجبة لحسم مادة الحرب التي لا يوافق على خوض معامعها إذ ذاك عاقل، ولولا حسن سياسة النائب المفوض مولاى العباس لعظم الأمر واستفحل الداء، ولله في خلقه شئون.

وكان السلطان أخوه يكلفه بمراجعة السفراء ومباحثتهم في غير ما تقدم من لاشئون، وهم يكاتبونه في ذلك، من ذلك ظهير شريف كتب له ليجيب به سفير فرنسا فيما طلبه من إباحة إصدار الصوف لفرنسا، ونصه بعد الحمدلة والصلاة والطابع الكبير بداخله (محمد بن عبد الرحمن غفر الله له):

"أخانا الأرضى مولاى العباس حفظك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.

وبعد: فقد كتب لجانبنا العالى بالله نائب الدولة الفرانصوية في شأن الصوفة بأن في دوام وسقها منفعة لتجارنا وتجار جنسهم، وأن في قطعه تكديرا لهم، وأن

<<  <  ج: ص:  >  >>