ما كان يذكر من أن وسقها يحدث منه الضرر بسبب أمر الحمايات قد ارتفع قبل هذا بزمان، وأنهم بريئون من التعدى في أمر الحمايات بكل وجه ممن هو تحت نظرهم.
فأخبره بأن كتابه وصل لجانبا العالى بالله، وبأنا نعرف ما فيها من النفع لبيت المال، لكن أمرنا بتثقيفها حين يكمل الأجل الذى حددنا لها، لننظر عند ذلك في أمر الضعفاء والمساكين الذين يحتاجون إليها، ويصعب عليهم التوصل لها، وفى أمر نفع بيت المال، وننظر فيما تحصل من النفع في مدة تسريحها، وما اقتضته المصلحة نرتكبه إن شاء الله، وما كان سيدنا رحمه الله قطع وسقها إلا رعيا للضعفاء حيث بلغ سيادته أنهم لا يجدون ما يتسترون به إلا الجراتيل، وأنهم يلقطون صوفة موتى المواشى من المزابيل، فوسع عليهم بقطع وسقها لترخص ويتوصلوا منه لما يجعلون على ظهورهم، وما قيل من أن الرعية لم يحصل لها ضرر في وسقها فهو صحيح بالنسبة لمن يبيعها فقط، وأما من لا يبيعها وهم الأكثر بكثير فليس كذلك، ونحن إن شاء الله ننظر فيما فيه نفع بيت المال والرفق بالضعفاء إن شاء الله، والله الموفق بمنه والسلام في متم صفر عام ١٢٧٧".
وكتب له الوزير الطيب بن اليمانى بوعشرين في شأن سفير الإنجليز الراجع لطنجة بعد قدومه على الحضرة السلطانية بعد الحمدلة والصلاة:
"سيدنا الشريف الأجل، الفقيه العلامة النبيه المبجل، سيدى مولاى العباس حفظك الله وسلام على سيادتك ورحمة الله، عن خير مولانا نصره الله. وصلنا الأعز كتابك، وعرفنا ما تضمنه الشريف خطابك، واستفدنا منه وصول باشدور دولة الإنجليز لطنجة مثنيا على ما لقيه من الجانب العالى بالله، ووصلت الكزيطة التي وجهت وطالعنا، وصار بالبال ما اشتملت عليه من الأخبار، كما وصلت