فحصل لي من السرور ما لا يعلمه إلا الله حتى إنه من فرط ما سرنى أبكانى والله على ما نقول وكيل. انتهى كاتبه أحمد بنانى سامحه الله. انتهى لفظه من خطه.
ولادته: ولد بمكناسة الزيتون ليلة عيد الأضحى عام تسعة وعشرين ومائتين وألف حسبما أخبر بذلك عن نفسه، ونقله عنه تلميذه أبو العباس بنانى، وإلى ذلك رمز الفقيه الأديب السيد محمَّد بن أحمد التريكى الآسفى بقوله:
إن قيل ما عام مولد ابن سائحنا ... ففه بقولك مكناس به ابتهجت
وفاته: توفي برباط الفتح في الساعة الحادية عشرة من ليلة الأحد التاسع والعشرين من رجب، عام تسعة وثلاثمائة وألف، وكان الذي تولى غسله الفقيه ابن الغازى الكبير، والحاج العربي افقير، وصلى عليه تلميذه العلامة السيد أحمد ابن محمَّد بنانى المذكور آنفا، وحشره الشريف سيدي محمَّد الودغيرى في جماعة من أفاضل الأعيان، ودفن بداره وضريحه مزارة مشهورة مقصودة بالثغر الرباطى، وقد رثاه الأديب الشهير السيد الحاج الطيب عواد السلاوى بقوله:
سكب الدمع على الأرجاء أضناكا ... أم حر نار الأسى والبين أفناكا
أم أنت صب موله فلست ترى ... صبرا على من بنور العطف حلاكا
ومن دعاك بسعد الدين مذ زمن ... وتارة بأمين الدين سماكا
وقال من أول الرعيل أنت فمل ... لله ميلا فإن الله أعطاكا
أم قد فقدت بروح القدس سارية ... كانت تهب سحيرة بمغناكا
أم قد فقدت من الأنوار بارقة ... سارت بحسك للحمى ومعناكا
أم قد فقدت سراج القلب من سطعت ... أنوار أسراره على محياكا
أم قد فقدت ضياء الدين فانكسفت ... شمس المعارف في آفاق مسراكا