من مسالك الضلالة والعمى أردى منزل، ولعمر الله إنهم فيما يفعلون لفى قصوى درجة السفه في الدين، وأقبح ما يأتيه من يغسل منه انسلال الشعرة من الطين، تواطئوا على شدخ الرءوس، والسعى في هلاك النفوس، ويعدون ذلك كرامة حيث لا يقع لهم هلاك بالشدخ وسيل الدماء، بل يعتقدون أن ما يرتكبون من الخرق المصادم للإنسانية بل والدين الإسلامي يقربهم إلى الله زلفى، ويكسبهم رضا متبوعهم المتبرئ من سوء فعلهم في الواقع براءة الذئب من دم يوسف، وربما اعتقد فيهم ذلك أيضًا همج الرعاع وأخلاط الخلق سفهاء الأحلام وما ذاك إلا من عمى الجهل الطام، وكبير الخذلان العام.
ولا سلف لهم في ذلك الفعل الشنيع، والعمل البشيع، غير ما يقال من أن بعض أتباعه وهو أحمد الدغوغى أحد اتباع المترجم من العوام الصرف لم يحضر وفاة متبوعه المترجم، فلما آب من سفره وعلم بوفاته صار يضرب رأسه مع الجدارات وبالأحجار أسفا على فقد شيخه، وتحسرًا على عدم حضوره لوفاته، واغتنامه صالح دعواته، فاتخذ الأخلاط من أصحابه ذلك عادة ولم يعلموا أن صاحب ذلك الفعل المحرم إجماعًا ليس محلاً للقدوة، سواء قلنا إنه صدر منه ذلك بحال اعتراه لأن صاحب الحال يسلم له حاله ولا يقتدى بفعله لأنه فاقد التكليف، أو قلنا إنه تعمد ذلك الفعل الجاهلى وألقى بنفسه للتهلكة اتباعا لهواه، ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله، فلا تحل متابعته على هذه السنة السيئة المصادمة لما قضى الله ورسوله، وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم، ومعلوم أن ذلك الفعل ليس من سبيل المؤمنين، ومن يتبع غير سبيل المؤمنين قوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا، نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الكتاب والسنة، وأن يميتنا على العمل بهما آمين.
أما الشيخ المترجم فالمعتقد أنه لا يصح لمميز الاقتداء به بحال، فقد أطبقت