للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما بعد: أيها الناس شرح الله لقبول النصيحة صدوركم، وأصلح بعنايته أموركم، وأعمل فيما يرضيه آمركم ومأموركم، فإن الله قد استرعانا جماعتكم، وأوجب لنا طاعتكم، وحذرنا إضاعتكم، يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم، سيما فيما أمر الله به ورسوله، أو هو محرم بالكتاب والسنة النبوية وإجماع الأمة المحمدية، الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، ولهذا نرثى لغفلتكم وعدم إحساسكم، ونغار من استيلاء الشيطان على أنواعكم وأجناسكم، فالقوا لأمره آذانكم، وأيقظوا من نوم الغفلة أجفانكم، وطهروا من دنس البدع إيمانكم، وأخلصوا لله إسراركم وإعلانكم، واعلموا أن الله بمحض فضله أوضح لكم طرق السنة لتسلوكها، وصرح بذم اللهو والشهوة لتتركوها، وكلفكم لينظر عملكم فاسمعوا في ذلك وأطيعوه، واعرفوا فضله عليكم وعوه، واتركوا عنكم بدع المواسم التي أنتم بها متلبسون، والبدع التي يزينها أهل الأهواء ويلبسون، وافترقوا أوزاعًا، وانتزعوا الأديان والأموال انتزاعا، بما هو حرام كتابا وسنة وإجماعا، وتسموا فقرا، وأحدثوا في دين الله ما استوجبوا به سقرا، قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالًا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

وكل ذلك بدعة شنيعة، وفعلة فظيعة، ووصمة وضيعة، وسنة مخالفة لأحكام الشريعة، وتلبيس وضلال، وتدليس شيطانى وخبال، وزينة الشيطان لأوليائه فوقتوا له أوقاتًا، وأنفقوا في سبيل الطاغوت في ذلك دراهم وأقواتا، وتصدى له أهل البدع من عيساوة وجيلالة، وغيرهم من ذوى البدع والضلالة، والحماقة والجهالة، وصاروا يرتقبون للهوهم الساعات، ويتزاحمون على حبان الشيطان، وعصيهم منهم الجماعات.

<<  <  ج: ص:  >  >>