للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكل ذلك حرام ممنوع، والإنفاق فيه إنفاق غير مشروع، فأنشدكم الله عباد الله هل فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لحمزة عمه سيد الشهداء موسما؟ وهل فعل سيد هذه الأمة أبو بكر لسيد الأرسال صلوات الله عليه وعلى جميع الآل والأصحاب موسما؟ وهل فعل عمر لأبي بكر موسما؟ وهل تصدى لذلك أحد من التابعين؟ رضي الله عنهم أجمعين.

ثم أنشدكم الله هل زخرفت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المساجد؟ أم زوقت أضرحة الصحابة والتابعين الأماجد. وكأنى بكم تقولون في نحو المواسم وزخرفة أضرحة الصالحين وغير ذلك من أنواع الابتداع، حسبنا الاقتداء والاتباع، إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون، وهذه المقالة قالها الجاحدون هيهات هيهات لما توعدون.

وقد رد الله مقالهم، ووبخهم وما أقالهم، فالعاقل من اقتدى بآبائه المهتدين. وأهل الصلاح والدين. خير القرون قرنى الحديث.

وبالضرورة أنه لم يأت آخر هذه الأمة بأهدى مما كان عليه أولها، فقد قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعقد الدين قد سجل، ووعد الله بإكماله قد عجل، اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإِسلام دينا.

قال عمر بن الخطاب: أيها الناس قد سنت لكم السنن, وفرضت لكم الفرائض، وتركتم على العبادة، فلا تميلوا بالناس يمينا وشمالا، فليس في دين الله ولا فيما شرع نبى الله أن يتقرب إلى الله بغناء ولا شطح، والذكر الذي أمر به وحث عليه ومدح الذاكرين به هو على الوجه الذي كان يفعله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن على طريق الجمع ورفع الأصوات على لسان واحد، فهذه سنة السلف، طريقة صالحى الخلف.

فمن قال بغير طريقهم فلا يستمع، ومن سلك غير سبيلهم فلا يتبع، ومن

<<  <  ج: ص:  >  >>