وليس الصراط كثرة الرايات، والاجتماع للبيات، وحضور النساء والأحداث، والتصفيق والرقص، وغير ذلك من أوصاف الرذائل والنقص، أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنًا فإن الله يضل من يشاء ويهدى من يشاء.
عني المقدام بن معد يكرب سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يجاء بالرجل يوم القيامة وبيده راية يحملها وأناس يتبعونه فيسأل عنهم ويسألون عنه، إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب.
فيجب على من ولاه الله من أمر المسلمين شيئًا من السلطان والخلائف، أن يمنعوا هؤلاء الطوائف, من الحضور في المساجد وغيرها, ولا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم أو يعينهم على باطلهم، فإياكم ثم إياكم والبدع، فإنها تترك مراسم الدين خاوية، والسكوت عن المناكر يحيل رياض الشرائع ذابلة ذاوية، فمن المتقول عن الملل، والمشهور في الأواخر والأول، أن البدع والمناكر إذا فشت في قوم أحابابهم سوء كسبهم، وأظلم ما بينهم وبين ربهم، وانقطعت عنهم الرحمات، ووقعت فيهم المثلات، وشحت السماء، وسحت النقماء، وغيض الماء واستولت الأعداء، وانتشر الداء وجفت الضروع،