مبرور، ذو جد واجتهاد، وجلالة ومكانة ونزاهة، وجاه ووجاهة، لدى الصغير والكبير في كل ناد، ورد من الصحراء أواخر دولة أمير المؤمنين سيدى محمد بن عبد الله فقوبل من لدنه بكل حفاوة وإكبار، وإعظام واعتبار، وأدناه وأجله، وعلى منصة التكريم والتبجيل أحله، وقلده خطة نقابة الأشراف، لما علمه وتحققه من كمال فضله ومتانة دينه وتحليه بأشرف الأوصاف، وتخليه عن كل ما يشين وتجنبه أهل الاعتساف، فقام بأعبائها أتم قيام، ولم يأل جهدًا في الدفاع عن حمى النسبة لخير الأنام في حل وإبرام، وفوق ما منه يرام، إلى أن لبى داعى مولاه، وانتقل لما اختير له رحمه الله، وولاه السلطان المولى سليمان الإمامة بمسجد القصبة السعيدة المولوية.
وقد وقفت على ظهير سليمانى يوجب له إعانة شهرية من الأحباس، نصه بعد الحمدلة والطابع الصغير بداخله (سليمان بن محمد غفر الله له):
"نأمر السيد سعيد بن القاضى ناظر أوقاف مكناسة الزيتون، أن يكون يدفع من الأحباس لمولاى على بن زيدان عشرين أوقية في كل شهر إعانة على قراءة العلم الشريف والسلام وفى منتصف رمضان المعظم عام ١٢٢٦".
وبعد بخط بعض القضاة:
"رفع على الخاتم الشريف صدر التنفيذ المولوى عدل فقبل".
كما عثرت على ظهير رحمانى بمعناه نصه بعد الحمدلة والطابع الصغير بداخله (عبد الرحمن بن هشام الله وليه):
"نأمر الفقيه الناظر السيد الطاهر بن عثمان أن يرد على الشريف مولاى على ابن زيدان المثقال الذى أسقط له من الثلاثة مثاقيل المنفذة له من الأحباس، بأن يقبض العدة الموصوفة كاملة عند افتتاح كل شهر، ولا ينقص له منها شئ، فإن مثله يزاد ولا ينقص، والسلام في ٢٨ من شعبان المبارك عام ١٢٤٩".