قال: وسمعت منه أن سيدنا شعبة بن الحجاج رئى في المنام فأنشأ يقول:
حبانى الإله في الجنان بقبة ... لها أَلْف باب من لجين وجوهرا
وقال لي الجبار يا شعبة الذى ... تبحر في جمع العلوم وأكثرا
تمتع بقربى إننى عنك ذو رضا ... وعن عبدي القوام في الليل مسعرا
كفى مسعرا عزا بأن سيزورنى ... وأكشف عن وجهي ليدنو فينظرا
وهذى فعالى بالذين تنسكوا ... ولم يألفوا في سالف الدهر منكرًا
وقوله في الأبيات الأولى أيا حجر الشحذ، في القاموس: والشحذ بمعجمتين بينهما مهملة من شحذ السكين كمنع أى أحدها، وقوله في الأبيات الآخر جوهرا بالنصب على أنَّه مفعول معه، ومسعر في البيت الثالث بالنصب على أنَّه مفعول بفعل محذوف على المدح، فهو بدل مقطوع ونص ابن هشام في باب العلم في توضيحه على أن البدل يقطع وبقية الأبيات ظاهرة.
وقال: وسمعت منه: هل الأفضل الحمد لله؟ وهو قول ميمون الهروي أو الأفضل لا إله إلَّا الله؟ وهو قول ابن رشد فقال ميمون:
أعد نظرا فيما كتبت ولا تكن ... بغير سهام للنضال مسارعا
وحظك تسليم العلوم لأهلها ... وحسبك منها أن تكون متابعا
فأجابه ابن رشد:
رويدك ما نبهت مني نائمًا ... فدونك فاسمعها إذا كنت سامعا
أخلت ابن رشد كالذين عهدتهم ... ومن دونهم تلقى الهزبر المدافعا
ولو كنت سلمت العلوم لأهلها ... لما كنت فيما تدعيه منازعا
وإن ضمنا عند التناظر مجلس ... سقيناك فيه السم لا شك ناقعا