وأول من تكلم في الرجال شعبة، ثم تبعه يحيى القطَّان، ثم تبعه أَحْمد بن حنبل، ويحيى بن معين وقال الحاكم: أبو عبد الله شعبة إمام الأئمة في معرفة الحديث بالبصرة، رأى أنس بن مالك، وعمر بن أبي سلمة، وسمع من أربعمائة من التابعين.
وقال أبو زيد الهروي: ولد شعبة سنة اثنين وثمانين من الهجرة.
وقال يحيى القطَّان: سمعت شعبة يقول: كل من كتبت منه حديثًا فأنا له عبد، وعنه كان قتادة يسألنى عن الشعر، فأقول: أنشدك بيتًا وتحدثنى حديثًا.
وقال الأصمعيّ: لم نر أحدًا قط أعلم بالشعر من شعبة.
وقال عبد الرَّحْمَن بن مهدى: سمعت شعبة يقول: إن هذا الحديث يصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة وعن صلة الرحم فهل أنتم منتهون.
وقال أبو قطن: سمعت شعبة يقول: ما شيء أخوف عندي أن يدخلني النَّار من الحديث.
مات شعبة في أول سنة ستين ومائة هـ مختصرًا من التهذيب للحافظ الذهبى، هذب به تهذيب الكمال للمزى وسماه تذهيب التهذيب والكمال في أسماء الرجال، للحافظ المقدسى، وما ذكر عنه من أنَّه رأى أنسا ظاهر, لأن أنسًا مات عام اثنين أو ثلاث وتسعين من الهجرة، وكانت ولادة شعبة عام اثنين وثمانين، فكان في زمن وفاة أنس يناهز عشر سنين.
وأما مسعر المذكور في الشعر المتقدم مع شعبة، فهو مسعر بن كِدَام أبو سلمة الهلالي الكوفى، أحد الأعلام.
أخذ عن عطاء، وسعيد بن أبي بردة، وقيس بن مسلم (١).
(١) تحرف في المطبوع إلى: "قيس بن أبي مسلم" وصوابه من التقريب - ص ٣٩٣، وتهذيب الكمال ٢٧/ ٤٦٣، والكاشف ٣/ ١٣٧.