فلم يبق وجه للشك في ذلك, لأن رب البيت أدرى بما فيه، والناس مصدقون في أنسابهم، وما نسبه لبعض نسخ النشر فهو في غير النسخة المطبوعة، والذي في النسخة المطبوعة التي بأيدى النَّاس هو ما لفظه: وكان ينتسب للشرف ولا نسبة بينه وبين أولاد ابن رحمون الشرفاء العلميين، وقرابته الموجود دون اليوم معترفون بذلك هـ.
مشيخته: أخذ في أول بدايته عن سيدي الحاج الخياط الرقمى دفين الشرشور وصحبه نحوا من ستة عشر عاما، وعن سيدي محمَّد بن مولاى عبد الله الشريف المتوفى بوزان ليلة الخميس ثانى عشرى محرم عام عشرين ومائة وألف، وكان وصول المترجم إليه على يد شيخه في بدايته الرقمى المذكور، ثم أخذ بعد وفاة سيدي محمَّد عن ولده مولاى التهامى المتوفى بوزان كذلك صبيحة يوم الاثنين مهل المحرم الحرام فاتح عام سبعة وعشرين ومائة وألف، ثم عن أخيه مولاى الطب ولزمه إلى أن تُوفِّي في حياته، وكانت وفاة مولاى الطب يوم الأحد ثامن عشر ربيع الثاني سنة إحدى وثمانين ومائة وألف بوزان.
وفاته: تُوفِّي يوم الاثنين سابع ذى الحجة متم عام تسعة وأربعين ومائة وألف، كما بمشهده الذي عند رأس ضريحه، وبالنشر وتحفة الإخوان والتقاط الدرر وسلوك الطريق الوارية والروضة المقصودة وغير ذلك، حسبما نبه عليه شيخنا أبو عبد الله الكتانى في السلوة، والذي في فهرسة الشيخ التودى لدى إيراده من لقى من صلحاء المغرب، أنَّه تُوفِّي زمن الوباء سنة خمس وخمسين ومائة وألف، وذلك إما سبق قلم منه رحمه الله أو تحريف من الناسخ بلا ريب، وكان مدفنه من غد يوم وفاته رحمه الله بداره الكائنة بأقصى درب مينة من حومة النجارين وضريحه من أشهر الأضرحة وأفخمها وأضخمها بهجة وزخرفا بالحضرة الفاسية، يتغالى الأغنياء والوجهاء في شراء القبور به، والأعمال بالنيات، ولم يأل أصحابه جهدا في الزيادة في توسعتها والتحبيس عليها لإقامة الأوقات، وقراءة الأحزاب القرآنية، وتدريس العلم بها زمن الشتاء بين العشاءين، والوعظ بها كل بكرة