للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جد في الطلب، واجتهد وهجر البطالة والرقاد، حتَّى صار المشار له في زمانه بالبنان، واتسع في المعلومات مجاله مع ضبط وإتقان، وإخلاص نية في السر والإعلان، لا يعرف لهوا ولا لعبا, ولا يدري للكسل مذاقا، معمور الأوقات بالفحص والتنقير عن غوامض العلوم، حتَّى فتحت له النجابة بابها، وأدخلته العناية الربانية حجابها، وقالت له المعالي هيت لك، وكانت له رحمه الله لدى سيده السلطان المذكور مكنة مكينة، واعتبار ورفعة شأن، شأنه مع أمثاله الأفاضل السراة من أهل العلم والدين، انتصب على عهده رحمه الله للإقراء والإفادة، فكان حامل لواء القراء في زمانه.

مشيخته: أخذ عن أبي عبد الله بصري المذكور وختم عليه سبع ختمات من القرآن العظيم، جمع في الأولى بين روايتى نافع وابن كثير، وفي الثَّانية والثالثة رواية أبى عمرو بن العلاء، وجمع في الباقي بين الأئمة السبعة، وقف في الآخرة من الختمات السبع بأوائل الروم، كل ذلك بطريق التيسير للدانى وملخصه (١) حرز الأمانى.

وأجازه مرتين بما لفظه في الأولى بعد الحمد والصلاة:

وبعد: فيقول عبد ربه، وأسير ذنبه، المشفق على نفسه من سوء كسبه، خويدم كتاب الله العظيم، وعبيد آل المصطفى الكريم، محمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد البَصْرِيّ المكناسى، وقاه الله شح نفسه، وجعل خير أيامه يوم حلول رمسه، إن الأستاذ الحافظ، المجيد اللافظ، أبا القاسم بن درا، مولى مولانا الإِمام، ملاذ الأنام وناصر الإِسلام، ذى الحسب المنيف، والنسب الغنى عن التعريف، مولانا إسماعيل بن الشريف، أَدام الله وجوده، وظفر جيوشه وجنوده، قرأ على جميع القرآن، المنزل على المختار من ولد عدنان، سبع ختمات جمع في الأولى بين إمام


(١) تحرف في المطبوع إلى: "ومخلصه".

<<  <  ج: ص:  >  >>