المدينة نافع وعبد الله بن كثير، وأَضاف إلى الإمامين في اثنتين بعدها أَبا عمرو بن العلاء، وجمع في الباقي بين الأئمة السبعة المشهورين، غير أن الآخر وقف بأوائل الروم، وكل ذلك بطريق التيسير للدانى، وملخصه حرز الأمانى، ولما طلب مني أن أجيزه وجهته نحو شيخنا شيخ الطريقة، والحائز لها على الحقيقة، فأجازه بما هو مسطر أعلاه، وأمرنى بأن أجيزه بما قرأه على وحلاه، فكتبت هذه الأسطر امتثال أمره، ورجاء مغفرة خالقى وستره، بدخولى في زمرة خدمة كتابه، الساعين رحمته عند فسيح بابه، وصلى الله على سيدنا محمَّد وآله هـ.
وبعد: فيقول عبد ربه، وأسير ذنبه، المشفق على نفسه من سوء كسبه، خويدم كتاب الله العزيز وأهله، المعتمد على كرمه وجوده وفضله، محمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد البَصْرِيّ المكناسى، وقاه الله شح نفسه، وجعل خير أيامه يوم حلوله برمسه، إن الطالب النجيب، الحافظ المتقين المجود الأريب، الضارب في فن القراءة بسهم نافذ مصيب، أَبا القاسم الشاوى شهر بابن درا، رفع الله بالعلم النافع قدره، وأجرى على منهج التوفيق والتسديد أمره، كنت أجزته فيما سلف بنحو الثمان سنين في القراءة السبعة، ولم يكن إذ ذاك منتصبا للإقراء، ولا مكلفا يحمل أعباء القراء، ولم يزل من ذلك الوقت إلى الآن مجدا في الاجتهاد، هاجرا للبطالة والرقاد، حتَّى صار بحمد الله من الفن المذكور مملو الوطاب، وعاد بلح طلبه إلى الإرطاب، واتسع في الأحكام مجاله، وصدق في ذلك فعله ومقاله، وانتصب للتعليم، حسبما به اليوم كفيل زعيم.