والآن طلب مني أن أشهد له بذلك في كتاب، ليرتفع عنه فيما ذكر تخالج الظنون وخطرات الارتياب، وليكون بيده حجة ساطعة إلى يوم الحساب، فأجبته إلى ما سأل، وأسعفته فيما رغب وأمل، وكتبت أحرفى هذه شاهدا له بالضبط والإتقان، والمهارة في الحرز ومورد الظمآن، والمعرفة بالأحكام خصوصًا تخفيف الهمز لحمزة وهشام، وأنه من المنتصبين لتبليغ الرواية, المشتغلين بالحفظ والدراية، البالغين في تحمل هذا العبء أقصى الغاية، وقد انتفع به من أهل السبع جمع كثير، وجم غفير. جعل الله ذلك منا ومنه خالصًا لوجهه الكريم، وسببا للفوز بالنعيم المقيم، إنه ولى كل خير، وهو على كل شيء قدير، وفي سادس جمادى الأولى من التاسعة عشرة للمائة والألف هـ.
ومن مشايخ المترجم أَيضا: أبو عبد الله محمَّد الهوارى، وأبو العلاء إدريس المنجرة، وأبو عبد الله محمَّد الخبزى التادلى، والشيخ مبارك الشرادى الزرارى، وأبو عبد الله محمَّد الصواف الفيلالى، والسيد الراضى السوسى، وأبو على الحسن أزكار السوسى، وسيدى سعيد بن ميمون الدغمى، وأبو الحسن على بن مبارك الصباحى العجلي، والحافظ سيدي أَحْمد بن مبارك الفيلالى، وسيدى أَحْمد ابن المنتقي الفيلالى اللمطى، ولقى العارف بالله سيدي أَحْمد الحبيب الفيلالى وعرض عليه مسائل في هذا العلم سؤالا ومذاكرة.
مؤلفاته: منها حرز الأمانى شرح الجعبرى شرحا عجيبا متقنًا في مجلدات، بأمر من سيدي أَحْمد بن مبارك لما ورد عليه لمكناس، عام خمسة وثلاثين ومائة وألف، وأقام ضيفا لديه بداره أيامًا، وقفت على الأول والثاني من هذا الشرح بخزانة البحاث الرحالة المولى عبد الحي الكتانى، فإذا هو شرح ممتع جمع فأوعى، وبرهن على اقتدار المؤلف وطول باعه في الفنون، تاريخ انتهاء كتابة الجزء الأول سادس عشر شعبان عام ثمانية وعشرين ومائة وألف؛ ومن تآليفه العديمة المثال في بابها شرح الهمز والكنز والحرز وتقييد على ابن برى وغير ذلك.