شعره: من ذلك ما أَنشده لنفسه أول شرحه المذكور:
طلائع نشر الحرز قامت بمغرب ... فصالت وجالت تجمع الحمد للشكر
تعامل كل النَّاس بالبذل والعطا ... فلم يبق وقد زارها عرض الفقر
فقرت عيون الطالبين لنيلها ... وسرت قلوب الواصلين بلا هجر
رموز لها كالورد أصبح راويا ... وأسماؤها فجر أضاء بلا ستر
وأنهلها كنز المعاني بوبله ... فأصبحت الوراد تغرف من بحر
فلم يبق ظمآن على وجه أرضنا ... ولا فيها محتاج يعاين للغير
فرحماك ياربى على علمائنا ... ومن بها فضلا على كل من يقرى
نثره: من ذلك قوله في الشرح المذكور عند تعرضه لذكر لقائه سيدي أَحْمد
ابن مبارك السجلماسى ولفظه: فعرضت عليه تقييد ابن برى الذي وضعناه، ومثله
من شرح الهمز والكنز والحرز على ما وصفناه، وقرأت عليه تقاييد أخر كانت
عندنا، ذكرنا فيها من مسائل الفن جهدنا فاستحسن أعزه الله ما سردناه، وأَعجبه
أكرمه الله ما كتبناه وقيدناه، فدعا لنا بخير ما أردناه، والحمد لله، ثم أمرنى أيده
الله بشرح كنز المعاني وحل كلمة الصعبة المبانى، فاعتذرت له بما أنا أهله من
التقصير، وسطوات الجهل والعجز والتحصير، وخاطبه لسان حالى بقول القائل:
ما أَنْتَ أول سار غره قمر ... ورائد خدعته خضرة الدمن
فرأيت هنالك مهامه تجار فيها القطا، وشوامخ تأكل عند اقتحامها الخطأ، ثم
وقفت أتأمل الخوف عند فجئتها, لكن قدمت الرجاء عند رؤيتها، فقال لي اشرع
فيه بلا توان، وتوكل على الله المستعان، ثم مسح يده المباركة على صدري، ودعا
لي بصلاح أمرى فعند (كذا) ذلك على الاحتفال بمودته، وعلمت أن العلم يزداد