للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تضمنه شرح التسميط المحمدى، اختصر فيه مصنف الحافظ محمَّد بن عليّ بن محمَّد بن على المصري بن محمَّد بن شباط التوزرى في السيرة الذى شرح به قصيدة الشيخ البركة عبد الله بن يحيى الشقراطسى التوزرى، قال طالعته: وكنت وقفت عليه حين قفلت من الحجاز، وكان لى على طرابلس الغرب المجاز، ولم أكن رأيته قبل ذلك، ولا طرق سمعي خبره في تلك المسالك، فاغتبطت به وضممته ضم البخيل، وقلت ليت شعرى هل إلى تحصيله من سبيل؟ وإذا هو بيد من لم يسمح ولو بعاريته لاستنساخه بعد الوصول إلى الأوطان، إذ لم يمكنى نسخه على الكمال مدة الإقامة ببلده والاستيطان، وحين أَعْيَا داؤه، ونضب عنى ماؤه، شمرت عن ساعد الجد، لمدى العزم الشباة والحد، وأخذت في اختصار من شرح أبيات القصيدة، وقلت ما فات الرامى شئ إذا رمى فأصاب مصيده، إذ السيرة من جل المقصود، وأجل هاتيك القصود، وجعلت منه مقدمة وخاتمة هما بعون الله لبنة التمام، وواسطة ذلك النظام.

أما المقدمة فتعرف بها كمالات سيدنا ومولانا محمَّد - صلى الله عليه وسلم - في كل الفضائل وتقديمه، وأن الله تعالى حين سواه، وأيده بالنور المبين وقواه، خصه بمزايا لم يخص بها سواه.

وأما الخاتمة فقد تضمنت أحاديث الشفاعة والحوض، وما خصه الله به - صلى الله عليه وسلم - من ذلك يوم العرض، وقدمه به على أهل السماء والأرض لعل الله تعالى أن يجعلني ممن يحظى بشفاعته يوم القيامة، ولا يذم ببطالته لياليه وأيامه، وأتيت في هذا الموضوع بكلام الأصل على حاله إلَّا ما غيرت فيه من ترتيب المنتشر، ونظم ذلك السلك المنتثر، وسميته بـ (الورد الندى، في ترتيب ما تضمنه شرح التسميط المحمدى).

ثم جعلت له تراجم هي لأصنافه عنوان، وعلى تحسين أوصافه أعوان، فقد

<<  <  ج: ص:  >  >>