للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان مؤخرا فيه ما حقه التقديم، مقدمًا ما تأخيره ربما لبس على الناظر الحادث بالقديم, لأنه كان مقيدًا بتتبع أبيات النظم بذلك القصص، مقتطفا من أَجل ذلك ما تأتى له من الحصص، ولست في عهدة من تصحيف فيه، فإنِّي لست بمعطيه حقه من المقابلة ولا موفيه، لضيق نطاق السفر عن مثل هذا، فلا تقل كان ماذا، ولا لماذا، وبما توخيناه من الترتيب ونخلنا من مهيل ذلك الكثيب، تنتظم إن شاء الله فرائد الفوائد، وتتقيد أوابد الشوارد. هـ.

ومع اعتذاره بالسفر فقد رتب أبوابه، وفصل فصوله واختصره، فجاء في مجلد ضخم من القالب الكبير، وقد جمع إلى السيرة شرح ألفاظها وضبط غريب اللغة وأسماء الأماكن وتعريفها، وأخبار الفتوحات الإِسلامية، وفتح المغرب والأندلس، وكان فراغه منه أواخر شعبان من عام أربعة وأربعين ومائة وألف، وهو موجود لدينا وله غير ذلك.

شعره: من ذلك قوله مخاطبا لوالده عام تسعة وعشرين ومائة وألف وقد مرض مرضا أشفى منه على الموت:

حياتك منتهى الآمال عندى ... فليت الموت يقتلنى فداء

أَيجمل أن أراك رهين حال ... وآمل لا عدمتكم بقاء

ولم أصبر وأنت اليوم حى ... فكيف إذا اتخذت ثوى ثراء

صغرت عن التحمل إن مثلى ... وحقك لا يطيق له عناء

وكيف ولى أخيات وقلبى ... تقسم فيك بينهم سواء

ملأت صدورهم بثا غداة ... فعادت في مآقيهم مساء

وكم أرغمت في أنوف قوم ... يروني في عيونهم قذاء

<<  <  ج: ص:  >  >>