للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشعر والإنشاء والمحاضرات، نعم الثمانية الأولى أصول، والأربعة بعدها فروع، كما صرح بذلك أبو البقاء في كلياته وغيره، قال: ومنها التواريخ والبديع ذيل للمعانى والبيان، وقد جمعها الشيخ حسن العطار في قوله:

نحو وصرف عروض بعده لغة ... ثم اشتقاق وقرض الشعر إنشاء

كذا المعانى بيان الخط قافية ... تاريخ هذا العلم العرب إحصاء

وقد توقف الشيخ الأمير في عد التاريخ من علوم العرب وقوفا مع ظاهر كون الأمية فيهم هى الأصل وعمدة التاريخ الكتابة. ونحن نقول توقفه غير ظاهر، لأن العرب أكثر الناس اعتناء بالمحافظة على معرفة الأنساب وأشد الأمم ولوعا بحكاية الوقائع والأخبار والحروب والقصص، وذلك في أشعارهم كثير، وغير خاف أن شعر العرب مستودع أخبارها، ففيه علومهم وأخبارهم وحكمهم وهو ديوانهم الجامع لمآثرهم، وقد جعل الله تعالى أناجيلهم في صدورهم، وأغناهم بقوة الحفظ وسيلان الأذهان عن الاحتياج للكتابة وما يتبعها من الوسائل، ولو دفعنا عنهم التاريخ بعدم كتابتهم لدفعنا بذلك أيضا عنهم سائر العلوم الأدبية التي لا ينازعهم فيها أحد وذلك باطل بالضرورة، وسترى في كلام الحسن بن سهل الآتى قريبا أن علم النسب وأيام الناس عربى الأصل وكفى به ردا لتوقف الأمر.

ثم إن إطلاق الأدب على الاثنى عشر المذكورة مولد حدث في الإسلام كما أفصح بذلك شارح القاموس، فإن علم الأدب لغة هو: تعلم رياضة النفس ومحاسن الأخلاق. قال أبو ريد الأنصارى: الأدب يقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل، والأزهرى نحوه كما في المصباح، ونقل الخفاجى في العناية عن الجواليقى في شرح أدب الكاتب أن معناه لغة حسن الأخلاق وفعل المكارم هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>